قمت بهذا البحث في سنه ثالثة وأريد من عرضة الأستفادة للجميع
المقدمة:
الحمد لله والصلاة و السلام على أشرف الخلق علية السلام وأله وصحبة أجمعين وبعد:
الجهاز العصبي هو ذلك الجهاز الذي يوجد في جسم الحيوانات والإنسان والذي هو سر من أسرار الحياة مازال العلم الحديث يبحث فيه،وكلما أكتشف منه شيء جديد،زادت معه حيرة العلماء من تلك القدرة الهائلة التي تتمتع بها خلايا هذا الجهاز.ما هو الجهاز العصبي؟ وما هي أبعاده؟ ما طبيعة الوظائف التي يقوم بها؟من الذي ألهمه القيام بهذه الوظائف المعقدة؟كل هذه الأسئلة بلا شك موضع أبحاث امتدت عبر قرون ،فلم تأت إلا بقشور .
فعلى ذلك أجريت هذا البحث لدخول في أسراره والتعرف على خباياه.
الجهاز العصبي ،مثل الدم،يصل إلى جميع أجزاء الجسم عن طريق الأعصاب ونهاياتها، فإذا انقطع اتصالها بعضلة ما ، صارت هذه العضلة مشلولة ،وإذا انقطعت عن عضو معين،فقد هذا العضو وظيفته.(5)
تشكل الأعصاب والعضلات والهيكل العظمي الجهاز الحركي للإنسان والحيوان.
تقع العضلات الهيكلية تحت تأئير الأعصاب ولا تتقلص بدون أعصاب بينما عضلات الملساء فإنها ذاتية التقلص ومع ذلك فإن التأثير ضروري لتحوير مقدار التقلص حسب الحاجة.(6)
و يخبرنا الجهاز العصبي بأننا موجودين،حيث يستجيب الجسم للحوافز البيئة الخارجية من خلال العضلات والجهاز العصبي وأعضاء الحس حيث تقوم الخلايا العصبية بنقل النبضات العصبية من أعضاء الحس إلى الجهاز العصبي المركزي (الدماغ والحبل الشوكي)لغرض تفسيرها وتنسيقها قبل إصدار النبضات العصبية إلى العضلات أو الغدد لغرض الاستجابة.(7)
الخلية العصبية:
الأنسجة العصبية Nervous Tissues بشكل عام، تمثل الأساس التركيبي لهذا الجهاز الذي تتكون شبكته من وحدة هي العصبون (الخلية العصبية) Neurone , و الجهاز العصبي في الإنسان يتكون من نوعين أساسيين من الخلايا , هما الخلايا الدبقية (الداعمة)Glial Cells والخلايا العصبية Neurons (3). وتتلخص وظيفة الأنسجة العصبية في استقبال التنبيهات العصبية –داخلية أو خارجية- من أجزاء الجسم المختلفة من خلال علاقتها بأجزاء الجهاز العصبي.
الخلية العصبية أو ما يسمى بالنيورون Neuron هي الوحدة الأساسية التي يتكون منها الجهاز العصبي كله. وتعتبر هذه الخلية الوحدة التشريحية والوظيفية للجهاز العصبي، وتختلف من حيث الحجم والشكل، ويوجد 90% منها في المخ والباقي في بقية الجهاز العصبي المركزي والطرفي. وجدير بالذكر أن الخلايا العصبية لا تنقسم أو تتجدد، وما يتلف منها لا يتم تعويضه، كما يفقدها الإنسان تدريجياً كلما تقدم به العمر.
وتتميز الأنسجة العصبية إلى نوعين من الخلايا هما:-
1- الخلايا العصبية Nerve cells (1)وتتكون هذه الخلايا من جسم الخلية أو السيتون cyton،والزوائد الشجرية dendrites،والمحورaxon،والذي ينتهي في عدد من التفرعات الإنتهائية (وتتشكل الخلايا العصبية40-50% من حجم أنسجة الجهاز العصبي المركزي.أما الباقي فتملؤه الخلايا الداعمة (5)،
وللخلايا العصبية خاصيتان أساسيتان هما:
1 ـ الاستثارة.
2 ـ التوصيل.
فالخلية العصبية قادرة على استقبال المؤثرات الحسية سواء من البيئة الخارجية أو الداخلية ولها القدرة على توصيل الإشارات العصبية إلى أجزاء الجسم المختلفة التي تستجيب لتلك المؤثرات وبذلك تعمل الخلية العصبية على التنسيق والتكامل بين نشاطات الأعضاء المختلفة.(2)
ولنضرب على ذلك مثالا:اندلع حريق في الغرفة التي تجلس فيها أحد الأشخاص.ماذا سيحدث؟
تستقبل شبكية العين صورة كاملة لمسرح الأحداث،فترسلها بدورها إلى المخ عبر العصب البصري.فيقدر المخ درجة الخطر بسرعة فائقة،ويقوم بتقدير المسافة بينه وبين النار،ويبحث عن بدائل النجاة المطروحة،ومدى الخطورة المصاحبة لكل بديل.وعندئذ يتخذ المخ أنسب القرارات ،ثم يرسل أمرا إلى عضلات الأرجل ،لتلوذ بدورها بالفرار في طريق النجاة،ثم يقوم المخ بإرسال إشارة إلى الغدة الكظرية الموجودة بجوار الكلية،لتفرز هرمون الأدرينالين بكميات كبيرة،بحيث يوضع الجسم في حالة تأهب؛إذ يمد الجسم بطاقة هائلة تمكنه من بذل مجهود غير عادي.وتحدث كل هذه العمليات الكهربائية والكيميائية في ثوان معدودة.(5)
2- الخلايا الدبقية Glial Cells : (الخلايا المدعمة) وتعرف باسم النيوروجلايا Neuroglia وهي الخلايا التي تربط الخلايا العصبية بعضها ببعض، وتعمل على حمايتها وتدعيمها وتزويدها بالغذاء اللازم لها حتى تقوم بوظائفها على النحو السليم. وهي خلايا تحيط بالخلية العصبية وتقع بين الخلايا بعضها البعض، أو بين الخلايا والأوعية الدموية، أو بين الخلايا وسطح المخ.(1)
وهي أيضا خلايا مُساندة للخلايا العصبية في الجهاز العصبي و لا تُشارك في نقل الإشارات العصبية (الكهربائية). و يبلغ عدد الخلايا الدبقية تقريباً عشرة أضعاف عدد العصبونات في الجهاز العصبي , و لكن بما أن حجم الخلية الدبقية يساوي عُشر حجم العصبون فهما يشغلان نفس الحيز (الكتلة) في الجهاز العصبي. تسمية الخلايا الدبقية مُشتقة من الكلمة اللاتينية "غليا" (Glia) و التي تعني الدبق أو الغراء أو الصمغ و ذلك للاعتقاد السائد سابقاً بأن عملها الأساسي هو الربط بين العصبونات (كالإسمنت في البناء).
يتلخص عمل الخلايا الدبقية بالآتي:
1. تعمل كدُعامة و سند للعصبونات.
2. تعمل كعازل للشحنات الكهربائية بين العصبونات و بين المشابك.
3. تعمل كناقل غذاء للعصبونات.
4. تعمل كمزيل للخلايا التالفة و الميتة , و تفرز مواد مُحفزة لنمو العصبونات.
5. المحافظة على التركيبة الأيونية (الكهربائية) Ionic Composition للسوائل خارج العصبونات ExtraCellular Fluids.
هناك أربعة أنواع من الخلايا الدبقية , هي:
1) الخلايا الدبقية النجمية Astrocytes:
الخلايا الدبقية النجمية هي أكبر الخلايا الدبقية حجماً , و سُميت بالنجمية لكثرة تشعباتها البارزة للخارج من الخلية كشعاع النجم Astro. تشعبات الخلايا النجمية تربط ما بين الأوعية الدموية و العصبونات لنقل الغذاء إليها. و لديها القدرة على تحويل الجلوكوز Glucose إلى اللاكتيت Lactate الأسهل استخداما لإنتاج الطاقة في العصبونات. الخلايا النجمية لديها القدرة كذلك على تحويل الجلوكوز إلى الجلايكوجين Glycogen لتخزينه و استخدامه عند الحاجة لمد العصبونات بالطاقة في حالات هبوط مستوى السكر في الدم. تُساهم الخلايا النجمية في إزالة الشحنات الكهربائية الزائدة في السائل خارج العصبونات للمحافظة على المُحيط الأيوني (الكهربائي) المُناسب لعمل العصبونات على أكمل وجه في نقل الإشارات العصبية. و لها دور مع الخلايا الدبقية الصغيرة في إفراز مواد مُحفزة لنمو العصبونات بعد تلفها (مثال- بعد السكتة الدماغية – Stroke).
2) الخلايا الدبقية قليلة التغصنات (التشعبات) Oligodendrocytes:
تعمل هذه الخلايا على تكوين الطبقة العازلة المحيطة بالعصبونات في الجهاز العصبي المركزي Central Nervous System , و التي تُسمى بصفائح مايلين Myelin Sheaths , بالطبع هذه الصفائح (الطبقات العازلة) تعزل الشحنات الكهربائية (الإشارات العصبية) التي تنتقل في الأعصاب عن بعضها البعض حتى لا تؤثر شحنة على شحنة أخرى و بالتالي على معناها بالنسبة للمخ الذي يترجم هذه الشحنات إلى أفعال و ردود أفعال. الخلايا الدبقية قليلة التغصنات لا تُحيط بنفسها حول العصبونات , و إنما يصدر منها تشعبات و هذه التشعبات هي التي تلتف حول العصبونات و تكون الطبقات العازلة.
3) الخلايا الدبقية الصغيرة Microglia :
أصغر الخلايا الدبقية حجماً , تعمل كمزيل للخلايا التالفة و الميتة في الجهاز العصبي. هناك أدلة تفيد بأنها مسؤولة كذلك عن تجدد الخلايا التالفة و تُساعد في إرشاد نمو العصبونات (تحديد طريق نمو العصبونات و تشعباتها).
4) خلايا شوان Schwann Cells :
هي نظيرة الخلايا الدبقية القليلة التغصنات في الجهاز العصبي المُحيطي Peripheral Nervous System , و المسؤولة عن تكوين الطبقة العازلة (صفائح مايلين) للعصبونات في الجهاز العصبي المُحيطي. و تتكون هذه الخلايا بشكل أساسي من الشحوم Lipids و التي تُعطيها صفتها العازلة للشحنات الكهربائية. تُساعد خلايا شوان على سرعة انتقال الإشارات العصبية (الشحنات الكهربائية) في العصبونات و كذلك لها دور في نمو العصبونات بعد تلفها. خلايا شوان تُحيط بنفسها إحاطة تامة حول العصبون بخلاف الخلايا الدبقية قليلة التغصنات في الجهاز العصبي المركزي.(3)
أما الخلايا العصبية فتنقسم إلى ثلاثة أنواع حسب الشكل و هي:-
1. خلايا وحيدة القطب Unipolar وهي الخلايا ذات المحور الواحد الذي يتفرع إلى محورين فرعيين، وعادة ما تنتشر في العقد العصبية الشوكية Spinal Ganglia الموجودة في الحبل الشوكي.
2. خلايا ثنائية القطبية Bipolar وهي بجسم واحد تخرج منه زائدتان إحداهما تمثل الشجيرات، والأخرى تمثل المحور. وينتشر هذا النوع في شبكية العين.
3. خلايا متعددة الأقطاب Multipolar حيث يكون جسم الخلية متعدد الأضلاع ويخرج منه العديد من الزوائد الشجيرية، كما يخرج منه أيضاً محور الخلية، وهو النوع الأكثر انتشارا، وخاصة في الدماغ والحبل الشوكي
وتتكون الخلية العصبية من جزءين أساسيين هما:-
1- جسم الخلية Cell body.
2- المحور Axon.
وجسم الخلية جسم مغزلي أو دائري الشكل أو متعدد الأضلاع يحتوي على نواة مركزية مستديرة يُحاط بها السيتوبلازم الذي يملأ تجويف جسم الخلية. ويمتد من هذا الجسم نحو الخارج بعض الزوائد التي تُسمى بالشجيرات أو الزوائد الشجيرية المتفرعة Dendrites والتي تقوم باستقبال الإشارات والتنبيهات وإرسالها إلى جسم الخلية، ومن ثم تسمى هذه الشجيرات بالجزء المستقبِل Receiving part. ومحور الخلية عبارة عن زائدة طويلة ممتدة من مؤخرة جسم الخلية وتنتهي بمجموعة من التفرعات التي تسمى بالنهايات العصبية Nerve endings التي تمثل منطقة التشابك مع شجيرات خلية أخرى مكونة ما يسمى بالمشتبك العصبي Synapse. وهذا المحور يكون في بعض الأحيان بدون غلاف، أو تغطيه مادة كيميائية دهنية شديدة التعقيد تسمى بالغلاف أو الغمد الميليني Myelin Sheath، وهذا الغلاف يضفي على الأعصاب اللون الأبيض، ويحيط بهذا الغلاف من الخارج غشاء رقيق يُسمى بالصفيحة العصبية Neurolemma . وتقوم هذه المادة أو هذا الغطاء الخارجي للمحور بوظيفة العزل الكهربي لمنع تسرب الانبعاثات العصبية التي تسري عبر المحور على هيئة شحنات كهربية ضعيفة. كما يقوم هذه الغلاف أيضاً بالمحافظة على سلامة وحيوية المحور العصبي. ويمتد الغلاف الميليني بطول محور الخلية العصبية وإن ظهرت في مساره بعض الاختناقات التي تكوّن ما يُسمى بعقد رانفييه Nodes of Ranvier نسبة إلى مكتشفها. كما توجد تحت الصفائح العصبية بعض الخلايا المسؤولة عن إفراز الغلاف الميليني والصفيحة العصبية، ويُطلق على هذه الخلايا خلايا شوان Schwann’s Cells. ويُعد محور الخلية الجزء الناقل أو الموصل Conducting part في الخلية، والذي ينقل الإشارات العصبية من جسم الخلية إلى خارجها، حيث يحمل هذه الإشارات إلى الجزء المستقبل (الشجيرات) في خلية أخرى. وتتم هذه العملية في نهاية المحور عند التحامه بهذه الشجيرات، أو عند التحامه بالعضو الذي يغذيه العصب، مثلما يحدث في التحام الأعصاب بالعضلات في المنطقة التي تُسمى بصفيحة النهاية الحركية Motor End Plate. (1)
وتنقسم الخلايا العصبية إلى ثلاثة أقسام حسب الوظيفية وهي:
1)الخلية العصبية الحسية( الواردة):ولها زوائد شجرية طويلة ومحور قصير ووظيفتها نقل النبضات العصبية من المستقبل إلى الجهاز العصبي المركزي.
2)الخلية العصبي الوسطية:ولها زوائد شجرية قصيرة ومحور طويل أو قصير ووظيفتها نقل النبضات العصبية ضمن الجهاز العصبي المركزي.
3)الخلية العصبية الحركية(الصادرة):ولها زوائد شجرية قصير ومحور طويل ووظيفتها نقل النبضات العصبية من الجهاز العصبي المركزي إلى العضو المستجيب.(7)
ومثال على عمل هذه الخلايا الثلاثة:
إذا لمست شيئا مؤلما، تتحسس الألم الخلية الحسية ؛فيبرق هذا إشارة كهربائية إلى الخلية العصبية الوسطية في النخاع الشوكي.وبدوره تمرر الخلية الوسطية الإشارة إلى واحدة أو أكثر من الخلايا الحركية ،فتبعد هذه يدك عن مصدر الألم. (9)
الأعصاب:
في الجهاز العصبي تتجمع أجسام الخلايا العصبية في مجاميع مكونة الألياف العصبية, و بدورها تتجمع في الجهاز العصبي المركزي تُسمى عُقدة Ganglion , أما في الجهاز العصبي المُحيطي فتُسمى هذه المجاميع , عُقد (مُفرد "عُقدة") Ganglion.
كذلك تتجمع محاور الخلايا العصبية مع بعضها لتكون الأعصاب Nerves,و إجتماع أجسام الخلايا العصبية يكون المادة السنجابية (6) و الأعصاب تنقسم من حيث موقعها من العُقدة إلى نوعين :
1- أعصاب ما قبل العُقدة Pre-Ganglionic Nerves.
2- أعصاب ما بعد العُقدة Post-Ganglionic Nerves.
في الجهاز العصبي , أعصاب (محاور أجسام الخلايا العصبية) ما قبل العُقدة تتشابك مع أجسام الخلايا التي ينشأ منها أعصاب ما بعد العُقدة خلال المشابك في العُقد لنقل الإشارات الكهربائية.يُمكننا القول أو تشبيه العُقد بمحطات قطار يتم فيها نقل الحمولة (الإشارات الكهربائية العصبية) من قطار لآخر ليتم في النهاية توصيلها للعضو المطلوب.(3)
وتنقسم الأعصاب من حيث الوظيفة إلى ثلاثة أنواع:-
1- أعصاب حسية Sensory وهي التي تحتوي على محاور عصبية تنقل الاحساسات الخارجية من سطح الجلد وأعضاء الحس المختلفة، وكذلك الاحساسات القادمة من الأعضاء الداخلية، لتصل بها إلى مراكز الاستقبال الخاصة بها في الحبل الشوكي أو المخ.
2- أعصاب حركية Motor وهي التي تحتوي على محاور عصبية تحمل الإشارات والتنبيهات العصبية من المناطق المسئولة عن الحركة إلى عضلات الجسم المختلفة (إرادية أو غير إرادية) لكي تقوم هذه العضلات بالانقباض والارتخاء لتؤدي وظائفها المختلفة.
3- أعصاب مختلطة Mixed وهي التي تحتوي على محاور عصبية من النوعين السابقين -حسية وحركية- وهي الأعصاب الأكثر انتشاراً داخل الجسم.(1)
التأزر العصبي:
تتم عمليات التوصيل أو التآزر العصبي بفعل الجهاز العصبي الذي تكون الخلايا العصبية وحدته الأساسية.(6)وتتكون الخلية العصبية من جسم الخلية أو السيتون والزوائد الشجيرية والمحور ،الذي ينتهي ف عدد من التفرعات الانتهائية كما عرفنا سابقا
(.وتنقل الزوائد الشجيريه السيالات العصبية في إتجاه جسم الخلية العصبية، ويحملها المحور من جسم الخلية إلى الخارج،وتتميز محاور الألياف العصبية إلى نوعين تبعا لإتجاه مرور السيالات العصبية فيها(6) وهي:
1) الانتقال خلال الألياف العصبية:
هناك عدة نظريات لتفسير عملية انتقال السيالات العصبية على طول الألياف العصبية ،وأكثر هذه النظريات قبولا من العلماء هي نظرية الغشاء والتي تقول بأن السيال العصبي ينتقل على هيئة موجة من موجات إزالة الاستقطاب تمر خلال الغشاء للفية العصبية.ففي حالة السكون، أو أثناء الراحة،يكون غشاء الليفة العصبية موجب الشحنة الكهربائية على سطحه الخارجي وسالب الشحنه على سطحه الداخلي،هذه الشحنات الكهربائية تحملها أيونات صوديوم وبوتاسيوم وكلورين تتجمع على الغشاء، ويقال عن الليفة في حالة السكون هذه أنه مستقطب كهربيا أي له قطبين سالب وموجب ،ويعزى وجود هذا الأستقطاب إلى خاصية النفاذية الاختيارية التي تتمتع بها أغشية الألياف العصبية.فأثنا الراحة يعمل الغشاء اختياريا على منع مرور تلك الأيونات موجبة وسالبة الشحنات من خلاله لتعادل بعضها البعض ،ومن ثم يحدث فيه هذا الاستقطاب.(
وعندما يحث تنبه أو إثارة لليفة العصبية في أية بقعة منها، فإن الغشاء يفقد قدرته على النفاذية الإختيارية في هذه البقعة. أي يصبح منفذا للأيونات الموجبة والسالبة عندها،فتمر من خلاله وتعادل بعضها البعض،وبهذا يزول إستقطاب الغشاء عند هذه البقعة ،أو يصبح الغشاء غير مستقطب.
وتقفز الأيونات الموجودة على بقعة مجاورة من الغشاء لم يتم تنشيطها بعد،من خلال البقعة الغير مستقطبة السابقة،لتعادل بعضها البعض،وبذلك تصبح البقعة الجديدة المجاورة للأولى غير مستقطبة.ثم تقفز أيونات جديدة من بقعة ثالثة مجاورة من خلال البقعة الثانية وهكذا تستمر العملية على طول الليفة العصبية بأكملها. وبعد أن تجتاز السياله العصبية بقعة معينة يستعيد الغشاء قدرته على النفاذية الإختيارية والإستقطاب عند هذه البقعة مرة أخرى .وذلك يفسر لنا المقصود بإنتقال السيالة العصبية على هيئة موجة من زوال الإستقطاب في غشاء الليفة العصبية .وتعتبر جميع السيالات العصبية متشابهة في طبيعتها،ولا تختلف عن بعضها إلا فيما يحدث من تأثيرات تبعا للمواضع أو الأعضاء التي تتصل بها أو تنتهي فيها،فإذا كانت الليفة العصبية تنتهي في عضلة من العضلات حدث إنقباض في تلك العضلة.وإذا إنتهت في منطقة معينة من القشرة المخية نتج فيها الإبصار .أو إذا إنتهت في منطقة أخرى من القشرة المخية نتج عنها السمع وهكذا.....وأما إذا إنتهت الليفة العصبية بملامسة الزوائد الشجرية لخلية عصبية أخرى في منطقة التشابك العصبي فإنها تولد سيالة عصبية في هذه الخلية العصبية الأخيرة.(6)
2) الإنتقال خلال التشابكات العصبية:
من الجدير بالذكر أن الخلايا العصبية لا يوجد بينها اتصال مباشر وإنما يتم نقل التنبيهات العصبية من خلية إلى أخرى عن طريق مناطق الالتحام بين شجيرات خلية والنهاية العصبية الموجودة في محور خلية أخرى، وهو ما نطلق عليه التشابك العصبي ويتكون من منطقة قبل التشابك Presynaptic وهى التي تنتمي إلى النهاية العصبية للخلية، ومنطقة بعد التشابك Postsynaptic وهي تنتمي إلى شجيرات خلية أخرى، وما بين المنطقتين يوجد فراغ المشتبك نفسه. وتنتقل الإشارات العصبية من الخلية إلى التي تليها عن طريق التوصيل الكيميائي نتيجة وجود مواد كيميائية يُطلق عليها الموصلات العصبية Neurotransmitters تعمل على نقل الإشارة الكهربية من خلية إلى أخرى ويوجد عدد كبير من الموصلات العصبية مثل الأدرينالين، والنورأدرينالين Noradrenaline، والأسيتايل كولين Acetyle choline، والدوبامين Dopamine، والسيروتونين Serotonine. وتؤدي زيادتها أو نقصانها إلى اضطراب الوظائف الجسمية والعقلية، ومن ثم يتطلب الأمر إعادة لتوازن لهذه الموصلات من خلال العقاقير التي تعمل على تعديل كمية الموصلات في المشتبكات العصبية. (1)
القوس الانعكاسي البسيط:
يعرف الفعل العصبي الانعكاسي بأنه فعل يحث استجابة لمؤثر معين يؤدي إلى مرور سيال عصبي من العضو الحسي إلى الجهاز العصبي المركزي،ومنه ينعكس مرة أخرى ليصل عضو مؤثر فيستجيب لهذا المؤثر.(
وهو أبسط أنواع النشاط العصبي ويظهر هذا النشاط على شكل حركة أو إفراز وأساس هذا الفعل الانعكاسي هو ما يسمى بالقوس الانعكاسية وأبسط مثال للفعل الانعكاسي هو ما يحدث عندما تلمس اليد جسماً ساخناً حيث يلاحظ أن اليد تتحرك بسرعة بعيداً عن الجسم.(2)
ويتكون القوس الانعكاسي من خمسة أجزاء ويعبر عن مسار القوس الانعكاسي البسيط:
1 ـ عضو الاستقبال (يوصل الرسالة): مثل أحد أعضاء الحس:يولد نبضات العصبية.
2 ـ الخلية العصبية الحسية(تأخذ الرسالة إلى الجهاز العصبي المركزي):تنتقل النبضات على طول الزائدة الشجيرية للعصب الشوكي وتستمر إلى جسم الخلية الواقع في عقدة الجذر الظهري بعدها تنتقل من جسم الخلية إلى المحور الموجود في الحبل الشوكي.
3 ـ خلية عصبية رابطة(تنقل الرسالة إلى الخلية العصبية الحركية):تستلم النبضات العصبية بوساطة الزوائد الشجرية وتوصل من خلال جسم الخلية إلى المحور الموجود في الحبل الشوكي.
4 ـ خلية عصبية حركية(تأخذ الرسالة بعيدا عن الجهاز العصبي المركزي):تنتقل النبضات من خلال الزوائد الشجرية القصيرة وجسم الخلية الواقع في الحبل الشوكي ثم المحور الواقع في العصب الشوكي.
5 ـ عضو استجابة مثل عضلة أو غدة (يستلم الرسالة):يستلم النبضات العصبية ويستجيب بعدها ،فإذا كان العضو المستجيب غدة فإنها تفرز افرازها وإذا كان عضلة فإنها تتقلص.(7)
الجهاز العصبي:
قبل الدخول إلى الجهاز العصبي علينا التعرف على العقل البشري والدماغ (Brain) حيث اشتق لفظ العقل لغويا من الفعل "عقل"، وعقل الشيء ؛أي كبح جماحه،وعقل البعير ؛أي قيده عن الحركة. ومن هذا المعنى يكون عقل الإنسان هو الذي يجعله يتحكم في جميع مرادات النفس ونوازعها،كما يدرك الإنسان به الأشياء،ويعرف الخطأ من الصواب.
والعقل كلمة شاملة ذات مفهوم أوسع من الدماغ الموجود في الرأس ،إلا أنه تجاوزا يمكن القول بأن ثمة صلة وثيقة بين العقل والدماغ،من حيث احتواء الدماغ على المراكز التي تتحكم في العمليات الذهنية والانفعالية والحسية في الإنسان؛ ومن ثم يمكن اختزال حديثنا عن العقل البشري بشكل عام إلى حديث عن الدماغ في جانبه التشريحي والوظيفي.
ويعتقد الكثير من العلماء أن للعقل البشري وظائف غير موجودة في الحيوان؛إذ يقوم بترتيب المعلومات وربط بعضها ببعض، ليكون منها أفكارا،كما أنه تعد مكان الابتكار والإبداع والأحلام؛فهو تمكن الإنسان من التمييز بين الخطأ والصواب، وبين ما هو منطقي وما هو غير منطقي ،كما أنه مخزن للمعلومات والذاكرة،وهو المسؤول عن سلوك الإنسان ورد فعله في السراء والضراء.(5)
وهو الجهاز العصبي الذي ينظم أوجه النشاط المتباين الذي تقوم به أعضاء الجسم المختلفة ويتعاون في هذا المجال مع الجهاز الهرموني ويعتبر الجهاز العصبي من أهم الأجهزة بالجسم وأكثرها تعقيداً.
يقسم الجهاز العصبي إلى ثلاثة أجزاء:
1 ـ الجهاز العصبي المركزي:
ويتألف من المخ وهو الدماغ والحبل الشوكي.
2 ـ الجهاز العصبي الطرفي:
ويقع خارج الجهاز العصبي المركزي ويتكون من الأعصاب الدماغية والأعصاب الشوكية ويقوم هذا الجهاز بنقل الإشارات العصبية من أعضاء الحس وأعضاء الجسم الأخرى إلى الجهاز العصبي المركزي ومن الجهاز العصبي المركزي إلى أعضاء الحركة.
3 ـ الجهاز العصبي الذاتي:
ويرتبط هذا الجهاز بغدد الجسم المختلفة والعضلات اللاإرادية الموجودة بالأحشاء.(2)
أولا :الجهاز العصبي المركزي:
يتكون الجهاز العصبي المركزي في الإنسان من الدماغ Brain أو المخ و النخاع الشوكي أو الحبل الشوكي Spinal Cord. (2)
أغشية النخاع الشوكي والدماغ:
تحيط بالنخاع الشوكي وكذلك الدماغ ثلاثة طبقات من أغشية تسمى السحاياMeninges: (6)
الأم الحنونة:
وهي عبارة عن غشاء رقيق جداً يغلف المخ مباشرة ويتخلل جميع تجاعيده وعن طريق هذا الغشاء تنتشر الأوعية الدموية في المخ.
الأم الجافية:
وهي عبارة عن غشاء سميك ليفي يبطن السطح الداخلي لعظام الجمجمة.
الأم العنكبوتية:
وهي تلي الأم الجافية إلى الداخل غشاء رقيق يفصل بينها وبين الأم الحنونة ويسمى العنكبوتية ويفصل بين هذا الغشاء والأم الحنونة فراغ يسمى الفراغ تحت العنكبوتية ويملأ هذا الفراغ سائل يسمى السائل المخي الشوكي ويوجد هذا السائل أيضاً في قناة الحبل الشوكي، كما يملأ تجاويف المخ ويحمي هذا السائل المخ من آثار الحركات العنيفة والصدمات المختلفة كما يساعد على المحافظة على ضغط ثابت داخل الدماغ.(2)
1) المخ Cerebrum.
2) جذع المخ Brainstem , و الذي يتضمن الدماغ الأوسط Midbrain و الجسر Pons و النُخاع المستطيل Medulla Oblongata.
3) المُخيخ Cerebellum.
الدماغ :
أولا :المخ:
يعد المخ أكبر جزء في الجهاز العصبي المركزي ويشغل حيزاً كبيراً من الجمجمة ويبلغ وزن المخ عند الولادة 350 غرام ولكن يزن في الرجل البالغ حوالي 1400 غرام ويقل وزنه قليلاً في المرأة و تحيط بالمخ ثلاثة أغشية وظيفتها الوقاية والتغذية وهي من الداخل إلى الخارج الأم الحنونة والعنكبوتية والأم الجافية ويطلق على هذه الأغشية مجتمعة اسم الأغشية السحائية وتم ذكرها سابقا(2).
وفي المخ تكون أجسام الخلايا العصبية مُتركزة في الطبقة الخارجية (قشرة المخ) Cerebral Cortex و يكون لونها رمادياً و لهذا تُسمى المادة الرمادية Grey Matter (3)و ألياف الخلايا العصبية موجودة في الداخل و يكون لونها أبيضاً و لهذا تُسمى المادة البيضاء White Matter ,(6). في الحبل الشوكي يكون العكس المادة البيضاء (ألياف الخلايا العصبية ) في الخارج و المادة الرمادية (الخلايا العصبية) في الداخل.(3)
ويتألف المخ من ثلاثة أجزاء رئيسية هي نصفي الكره المخي والمخيخ وساق المخ.
-نصفي الكره المخي:تمثل الجزء الأكبر من المخ وتتركب من نصفين أيمن وأيسر يتوسطهما شق طولي ويطلق على كل فص اسم نصف الكرة المخي ويتميز السطح الخارجي للقشرة المخية بوجود عدة تعرجات وينقسم كل نصف كرة مخي إلى أربعة فصوص بواسطة شقوق غير عميقة وهذه الفصوص هي الأمامي والجداري والصدغي والخلفي.
تقوم القشرة المخية بوظائف هامة ترتبط بالأمور التالية:
ـ الإحساس الشعوري.
ـ الحركات الإرادية.
ـ التعلم والذاكرة.
ويلاحظ أن كلاً من هذه الوظائف يرتبط بمركز خاص يقع في مكان محدد من القشرة المخية فمركز الإبصار يقع في الفص الخلفي للمخ بينما يوجد مركز السمع في الفص الصدغي ومركز الحركة في الفص الجداري ومركز الإحساس بالحرارة واللمس والضغط في الفص الأمامي.
ثانيا:المخيخ:
يعتبر المخيخ أكبر جزء في المخ بعد نصفي الكره المخي وكلمة مخيخ تعني المخ الصغير، ويوجد المخيخ في الجهة الخلفية للمخ أسفل الفص الخلفي للمخ ويحتوي المخيخ على مادة بيضاء في الداخل مكونة من ألياف عصبية ومادة رمادية في الخارج مكونة من أجسام الخلايا العصبية تسمى بقشرة المخيخ.
يؤدي المخيخ دوراً هاماً في تنظيم الحركات الإرادية وإذا أصيب الإنسان بورم في المخيخ فإنه يفقد توازنه ولا يستطيع القيام بحركات إرادية متزنة والمخيخ يحفظ توازن الجسم بالتعاون مع الأذن الداخلية وعضلات الجسم بالإضافة إلى أنه ينظم الحركات الإرادية ويعمل على التنسيق بينهما.
ثالثا:ساق المخ:
هو أصغر أجزاء المخ ويتألف من المخ الأوسط والقنطرة والنخاع المستطيل. تمر خلال ساق المخ الألياف الحسية التي تنقل الإشارات العصبية من الحبل الشوكي إلى أجزاء المخ الأخرى كما تمر فيه الألياف الحركية التي تحمل الإشارات العصبية من المخ إلى النخاع الشوكي بالإضافة إلى ذلك توجد في ساق المخ عدة مراكز انعكاسية ضرورية للحياة يطلق عليها مجتمعة اسم المراكز الحيوية وأهم هذه المراكز، المراكز التالية:
1ـ المراكز التنفسية.
2 ـ المراكز القلبية.
3 ـ المراكز المنظمة لحركة
4ـ الأوعية الدموية.
5 ـ مراكز البلع والقيء والسعال.
ويتضح من ذلك أن ساق المخ جزء هام وضروري للحياة لوجود المراكز الحيوية فيه.(2)
ويخرج منه اثنا عشر زوجا من الأعصاب المخية، فالأول للشم، والثاني للبصر، والثالث والرابع والسادس من أجل حركة العين، أما الخامس فيختص بنقل الأحاسيس من الوجه والجبهة والأسنان، ويحرك العضلات الماضغة، والسابع يقوم بتحريك عضلات الوجه والشفاه؛ فيسيطر وحده على ست وأربعين عضلة موزعة على الجانبين منها ست وعشرون عضلة حول الشفتين، والثامن خاص بحاسة السمع والاتزان؛ فينقل المسموعات إلى ما يزيد عن ثلاثين ألف خلية سمعية، والتاسع يختص بمنطقة البلعوم واللسان، والعاشر يغذي القلب والجهاز التنفسي والجهاز الهضمي، والحادي عشر لتغذية الرقبة وفوق الكتف، والثاني عشر يختص بحركة عضلات اللسان الذي يحتوي على سبعة عشرة عضلة.(4)
الحبل الشوكي:
الحبل الشوكيSpinal Cord الذي يمتد من قاعدة الجمجمة إلى أسفل الظهر تقريباً، وذلك عبر القناة الفقرية أو الشوكية Spinal Canal الموجودة في فقرات العمود الفقري Vertebral Column. ويعمل هذا الجزء كحلقة وصل بين الأعصاب الطرفية التي تستقبل الاحساسات وترسل الإشارات الحركية للعضلات، وبين المراكز المخية العليا، طما يلعب الحبل الشوكي دوراً أساسياً في الفعل المنعكس الحركي..(1)
والقناة الشوكية عبارة عن قناة توجد داخل الفقرات على طول العمود الفقري يبدأ الحبل الشوكي من النخاع المستطيل في جذع المخ ويمتد إلى نهاية الثلثين العلويين من العمود الفقري ويبلغ طوله نحو 45 سم والحبل الشوكي مجوف من الداخل لوجود قناة ضيقة فيه تسمى القناة المركزية ويجري فيها السائل الدماغي الشوكي.
يوجد في منتصف السطح الظهري للحبل الشوكي شق وسطي يقابله شق آخر في منتصف السطح البطني ويقسم هذان الشقان الحبل الشوكي إلى نصفين متماثلين تماماً ويتركب نسيج الحبل الشوكي من طبقتين ـ الداخلية منها هي المادة الرمادية وبها أجسام الخلايا العصبية والزوائد الشجرية والخارجية هي المادة البيضاء وقوامها الألياف العصبية.
تبدو المادة الرمادية للحبل الشوكي أن لهاقرنين ظهريين رفيعين وقرنين بطنيين عريضان يدخل الحبل الشوكي بالقرب من السطح الجذر الظهري للعصب الشوكي في القرن الظهري بينما يخرج الجذر البطني للعصب الشوكي من القرن البطني توجد ألياف المادة البيضاء للحبل الشوكي على شكل حزم أو مسارات لكل منها وظيفتها الخاصة ويطلق على المسارات التي تحمل الإشارات العصبية إلى المستويات العليا من الحبل الشوكي إلى المخ اسم المسارات الصاعدة بينما تسمى المسارات العصبية من المخ إلى الحبل الشوكي المسارات النازلة.
وظائف الحبل الشوكي:
إن الحبل الشوكي هو المركز الرئيسي للأفعال الانعكاسية، وتقوم المادة الرمادية الموجودة بالحبل الشوكي بهذه الوظيفة وتوجد في الحبل الشوكي مراكز لمئات الأقواس الانعكاسية ويطلق على الأفعال الانعكاسية التي تنتج عن أقواس انعكاسية تقع مراكزها في الحبل الشوكي اسم انعكاسات الحبل الشوكي. كما يعمل الحبل الشوكي كناقل أو موصل للإشارات العصبية حيث ينقل الإشارات العصبية من أجزاء الجسم المختلفة إلى المراكز الرئيسية في المخ كما يوصل الإشارات العصبية من المخ إلى أجزاء الجسم المختلفة، وتقوم المادة البيضاء بهذه الوظيفة.(2)
ثانيا:الجهاز العصبي الطرفي:
ويضم هذا الجهاز مجموعة من العقد والألياف العصبية، ويحتوي فقط على شجيرات أو محاور طويلة، يُحاط بها الغلاف الميليني، ولا توجد أجسام خلايا في هذه الأعصاب لأنها توجد فقط في الجهاز العصبي المركزي. ويشمل هذا الجهاز الأجزاء التالية:-
أ-الأعصاب القحفية أو الدماغية (المخية)Cranial Nerves وعدد هذه الأعصاب 12 زوجاً يغذي نصفها الجانب الأيمن من الجسم (الدماغ والأحشاء) والنصف الآخر يغذي الجانب الأيسر. وتخرج هذه الأعصاب من جذع المخ. (1)
Peripheral Nervous System و سوف نذكر أسمائها بالترتيب التسلسلي لها ووظيفتها :
1. العصب الشمي Olfactory Nerve المسؤول عن حاسة الشم لدى الإنسان.
2. العصب البصري Optic Nerve المسؤول عن الإبصار لدى الإنسان.
3. العصب المُحرك للعين Oculomotor Nerve و يُغذي عضلات العين الخارجية المسؤولة عن حركة العين كلها ما عدا العضلة المستقيمة الوحشية و العضلة المائلة العلوية. و يحمل معه ألياف عصبية ودية Sympathetic Fibers مسؤولة عن ردة فعل العين للضوء (المُنعكس الضيائي) Light reflex و كذلك مُنعكس التكيف Accommodation Reflex مثال ذلك تكيف العين للقراءة عن قرب.
4. العصب البكري Trochlear Nerve, يُغذي العضلة المائلة العلوية للعين.
5. العصب الثُلاثي التوائم Trigeminal Nerve , عصب حسي للوجه (الإحساس) و فروة الرأس و كذلك يحمل ألياف حركية لعضلات المضغ.
6. العصب المُبعد Abducens Nerve و يُغذي العضلة المستقيمة الوحشية للعين.
7. العصب الوجهي Facial Nerve , و يُغذي العضلات السطحية للوجه (عضلات التعبير مثل الإبتسام و العبوس) و يحمل ألياف حسيه للألم و الحرارة من الأذن و كذلك ألياف حسيه للتذوق في الثلثين الأماميين من اللسان و ألياف لاودية Parasympathetic Fibers للغدد اللعابية.
8. العصب الدهليزي القوقعي Vestibulcochlear Nerve , العصب المسؤول عن السمع و التوازن عند الإنسان.
9. العصب اللساني البلعومي Glossopharyngeal Nerve , يحمل ألياف حسية من الثلث الأخير من اللسان و ألياف لاودية للغدد اللعابية و ألياف حركية لعضلات البلعوم.
10. العصب الحائر Vagus Nerve و يحمل ألياف لاودية Parasympathetic Fibers لأعضاء الصدر و الجهاز الهضمي و القلب , مثال تحفيز العصب المُبهم يُقلل من سرعة ضربات القلب و يزيد من حركة الأمعاء. و كذلك يحمل ألياف حركية لعضلات الحلق و البلعوم و الحنجرة.
11. العصب الشوكي الإضافي Accessory Nerve و يُغذي عضلات الحنجرة و البلعوم مع العصب المُبهم و فرع منه يُغذي عضلات إرادية في الرقبة.
12. العصب تحت اللسان Hypoglossal Nerve و هو العصب المُحرك للسان أي يُغذي عضلات اللسان. (
ب-الأعصاب الشوكية Spinal Nerves ويبلغ عددها 37-38 زوجاً تخرج من الحبل الشوكي، وتخرج من بين فقرات العمود الفقري. ويغذي نصف هذا العدد الجانب الأيمن من الجسم، ويغذي النصف الآخر الجانب الأيسر. (1)زمنها 8 عنقية،12-13صدرية،7قطنية،4عجزية،6ذيلية.(
ثالثا:الجهاز العصبي الذاتي (اللاإرادي):
ينظم هذا الجهاز النشاطات التي لا تقع تحت إرادة الإنسان فهو يتصل بغدد الجسم المختلفة وعضلة القلب والعضلات الملساء وغير الإرادية التي توجد في جدار الأعضاء التي تكون في مجموعها ما يعرف باسم الأحشاء مثل القناة الهضمية والمثانة والحالبين والقصبة الهوائية والأوعية الدموية.
ويتكون الجهاز العصبي الذاتي من جزئيين: الجهاز السمبثاوي والجهاز جار السمبثاوي ويتكون كل جزء بدوره من مجموعة من العقد العصبية والأعصاب.
الجهاز العصبي السمبثاوي:
ويمكن مشاهدته بالعين المجردة في الجهاز العصبي لحيوان مشرح ويتكون الجهاز من جذعين سمبثاويين يوجدان على طول جانبي العمود الفقري وعلى امتداد كل جذع توجد عدة انتفاخات هي العقد السمبثاوية وتوجد هذه العقد في المنطقتين الصدرية والقطنية فقط من الحبل الشوكي.
وظائف الجهاز العصبي السمبثاوي:
يعمل هذا الجهاز عمل جهاز الطوارئ فالإشارات العصبية التي تحملها الألياف السمبثاوية تسيطر على العديد من أعضاء الجسم الداخلية وتحدث فيها من التغييرات ما يساعد الجسم على مجابهة الظروف الطارئة أو المفاجئة التي يتعرض لها مثل الغضب أو الخوف أو الكره أو القلق أو الحزن أو الفرح ومن هذه الوظائف:
ـ إيقاف شعر الجسم بانقباض العضلات الموجودة في جذور الشعر.
ـ اتساع حدقة العين وبذلك يتسع حقل الرؤية والإبصار أمام الشخص.
ـ اتساع الشعب الهوائية فيسهل عملية التنفس.
ـ زيادة ضربات القلب في العَدْدِِ والقوة.
ـ ارتخاء عضلات القناة الهضمية وانخفاض نشاطها.
ـ توسيع شرايين القلب والعضلات الإرادية في حين يسبب انقباض شرايين الجلد والمنطقة الداخلية وبذلك يزيد من قوة وكمية الدم المندفع إلى الأعضاء ذات القيمة الحيوية الكبيرة.
ـ يحول الغلوكوجين المختزن في الكبد إلى سكر في الدم.
ـ يسبب إفراز العرق.
ولهذا يمكن القول بأن هذا الجهاز يحدث من التغييرات الفيزيولوجية في الجسم ما يجعله مستعداً للقيام بمجهود عضلي شاق.
الجهاز العصبي جار السمبثاوى:
ويتكون هذا الجهاز من العصب الدماغي الثالث والسابع والتاسع والعاشر وكذلك من ألياف عصبية تخرج من الحبل الشوكي في منطقة العجزية ووظائف هذا الجهاز:
ـ يسبب ضيق إنسان العين.
ـ يسبب ضيق الشعب الهوائية.
ـ يقلل عدد ضربات القلب وقوتها.
ـ يسبب ضيق شرايين القلب.
ـ يسبب انقباض عضلات القناة الهضمية ويزيد من نشاطها.
ـ يسبب إفرازاته في القناة الهضمية.
ـ يسبب انقباض عضلات المثانة البولية والمستقيم وبذلك يساعد عمليتي التبول والتبرز.(2)
الخاتمة:
لقد تم التحدث في هذا البحث عن الجهاز العصبي الذي هو من أهم أجهزة الجسم ، وتكلمنا عن وحدته الأساسية الخلية العصبية والأعصاب وكيفية انتقال السيال العصبي ،وعمل القوس العصبي المنعكس،أقسام الجهاز العصبي وهي مركزي وطرفي والذاتي (السمبثاوي والجار السمبثاوي).
المراجع والمصادر:
1) http://www.bafree.net/arabneuropsych/ch2.htm
2) http://www.tashafi.com/default.asp?N=612
3) http://www.your-doctor.net/human_bod...ous_system.htm
4) http://www.iu.edu.sa/Magazine/47-48/23.htm
5) http://www.moqatel.com/mokatel/Data/...katel1_6-2.htm
6)علم وظائف الأعضاء –أ.د صباح ناصر العلوجي-دار الفكر-سوق البتراء-عمان-الأردن-الطبعة الأولى1423 هجري 2002م.
7)علم بيولوجيا الإنسان –أ.د محمد الحمود و أ.د وليد حميد يوسف ود.حميد نايف البطانية-الأهلية للنشر-عمان-الأردن-الطبعة العربية الثانية 2002 م.
علم الحيوان-د.محمود أحمد البنهاوي و د.أميل شنوده دميان و دز عبد العظيم عبدالله شبلي ود.محمد أمين رشدي ود.محمد فتحي سعود-دار المعارف-القاهرة-مصر- الطبعة الثانية 1988م.
9)الموسوعة العلمية الشاملة-أحمد شفيق الخطيب و يوسف سليمان خير الله-مكتبة لبنان ناشرون-بيروت-لبنان-الطبعة الأولى 1998م.
المقدمة:
الحمد لله والصلاة و السلام على أشرف الخلق علية السلام وأله وصحبة أجمعين وبعد:
الجهاز العصبي هو ذلك الجهاز الذي يوجد في جسم الحيوانات والإنسان والذي هو سر من أسرار الحياة مازال العلم الحديث يبحث فيه،وكلما أكتشف منه شيء جديد،زادت معه حيرة العلماء من تلك القدرة الهائلة التي تتمتع بها خلايا هذا الجهاز.ما هو الجهاز العصبي؟ وما هي أبعاده؟ ما طبيعة الوظائف التي يقوم بها؟من الذي ألهمه القيام بهذه الوظائف المعقدة؟كل هذه الأسئلة بلا شك موضع أبحاث امتدت عبر قرون ،فلم تأت إلا بقشور .
فعلى ذلك أجريت هذا البحث لدخول في أسراره والتعرف على خباياه.
الجهاز العصبي ،مثل الدم،يصل إلى جميع أجزاء الجسم عن طريق الأعصاب ونهاياتها، فإذا انقطع اتصالها بعضلة ما ، صارت هذه العضلة مشلولة ،وإذا انقطعت عن عضو معين،فقد هذا العضو وظيفته.(5)
تشكل الأعصاب والعضلات والهيكل العظمي الجهاز الحركي للإنسان والحيوان.
تقع العضلات الهيكلية تحت تأئير الأعصاب ولا تتقلص بدون أعصاب بينما عضلات الملساء فإنها ذاتية التقلص ومع ذلك فإن التأثير ضروري لتحوير مقدار التقلص حسب الحاجة.(6)
و يخبرنا الجهاز العصبي بأننا موجودين،حيث يستجيب الجسم للحوافز البيئة الخارجية من خلال العضلات والجهاز العصبي وأعضاء الحس حيث تقوم الخلايا العصبية بنقل النبضات العصبية من أعضاء الحس إلى الجهاز العصبي المركزي (الدماغ والحبل الشوكي)لغرض تفسيرها وتنسيقها قبل إصدار النبضات العصبية إلى العضلات أو الغدد لغرض الاستجابة.(7)
الخلية العصبية:
الأنسجة العصبية Nervous Tissues بشكل عام، تمثل الأساس التركيبي لهذا الجهاز الذي تتكون شبكته من وحدة هي العصبون (الخلية العصبية) Neurone , و الجهاز العصبي في الإنسان يتكون من نوعين أساسيين من الخلايا , هما الخلايا الدبقية (الداعمة)Glial Cells والخلايا العصبية Neurons (3). وتتلخص وظيفة الأنسجة العصبية في استقبال التنبيهات العصبية –داخلية أو خارجية- من أجزاء الجسم المختلفة من خلال علاقتها بأجزاء الجهاز العصبي.
الخلية العصبية أو ما يسمى بالنيورون Neuron هي الوحدة الأساسية التي يتكون منها الجهاز العصبي كله. وتعتبر هذه الخلية الوحدة التشريحية والوظيفية للجهاز العصبي، وتختلف من حيث الحجم والشكل، ويوجد 90% منها في المخ والباقي في بقية الجهاز العصبي المركزي والطرفي. وجدير بالذكر أن الخلايا العصبية لا تنقسم أو تتجدد، وما يتلف منها لا يتم تعويضه، كما يفقدها الإنسان تدريجياً كلما تقدم به العمر.
وتتميز الأنسجة العصبية إلى نوعين من الخلايا هما:-
1- الخلايا العصبية Nerve cells (1)وتتكون هذه الخلايا من جسم الخلية أو السيتون cyton،والزوائد الشجرية dendrites،والمحورaxon،والذي ينتهي في عدد من التفرعات الإنتهائية (وتتشكل الخلايا العصبية40-50% من حجم أنسجة الجهاز العصبي المركزي.أما الباقي فتملؤه الخلايا الداعمة (5)،
وللخلايا العصبية خاصيتان أساسيتان هما:
1 ـ الاستثارة.
2 ـ التوصيل.
فالخلية العصبية قادرة على استقبال المؤثرات الحسية سواء من البيئة الخارجية أو الداخلية ولها القدرة على توصيل الإشارات العصبية إلى أجزاء الجسم المختلفة التي تستجيب لتلك المؤثرات وبذلك تعمل الخلية العصبية على التنسيق والتكامل بين نشاطات الأعضاء المختلفة.(2)
ولنضرب على ذلك مثالا:اندلع حريق في الغرفة التي تجلس فيها أحد الأشخاص.ماذا سيحدث؟
تستقبل شبكية العين صورة كاملة لمسرح الأحداث،فترسلها بدورها إلى المخ عبر العصب البصري.فيقدر المخ درجة الخطر بسرعة فائقة،ويقوم بتقدير المسافة بينه وبين النار،ويبحث عن بدائل النجاة المطروحة،ومدى الخطورة المصاحبة لكل بديل.وعندئذ يتخذ المخ أنسب القرارات ،ثم يرسل أمرا إلى عضلات الأرجل ،لتلوذ بدورها بالفرار في طريق النجاة،ثم يقوم المخ بإرسال إشارة إلى الغدة الكظرية الموجودة بجوار الكلية،لتفرز هرمون الأدرينالين بكميات كبيرة،بحيث يوضع الجسم في حالة تأهب؛إذ يمد الجسم بطاقة هائلة تمكنه من بذل مجهود غير عادي.وتحدث كل هذه العمليات الكهربائية والكيميائية في ثوان معدودة.(5)
2- الخلايا الدبقية Glial Cells : (الخلايا المدعمة) وتعرف باسم النيوروجلايا Neuroglia وهي الخلايا التي تربط الخلايا العصبية بعضها ببعض، وتعمل على حمايتها وتدعيمها وتزويدها بالغذاء اللازم لها حتى تقوم بوظائفها على النحو السليم. وهي خلايا تحيط بالخلية العصبية وتقع بين الخلايا بعضها البعض، أو بين الخلايا والأوعية الدموية، أو بين الخلايا وسطح المخ.(1)
وهي أيضا خلايا مُساندة للخلايا العصبية في الجهاز العصبي و لا تُشارك في نقل الإشارات العصبية (الكهربائية). و يبلغ عدد الخلايا الدبقية تقريباً عشرة أضعاف عدد العصبونات في الجهاز العصبي , و لكن بما أن حجم الخلية الدبقية يساوي عُشر حجم العصبون فهما يشغلان نفس الحيز (الكتلة) في الجهاز العصبي. تسمية الخلايا الدبقية مُشتقة من الكلمة اللاتينية "غليا" (Glia) و التي تعني الدبق أو الغراء أو الصمغ و ذلك للاعتقاد السائد سابقاً بأن عملها الأساسي هو الربط بين العصبونات (كالإسمنت في البناء).
يتلخص عمل الخلايا الدبقية بالآتي:
1. تعمل كدُعامة و سند للعصبونات.
2. تعمل كعازل للشحنات الكهربائية بين العصبونات و بين المشابك.
3. تعمل كناقل غذاء للعصبونات.
4. تعمل كمزيل للخلايا التالفة و الميتة , و تفرز مواد مُحفزة لنمو العصبونات.
5. المحافظة على التركيبة الأيونية (الكهربائية) Ionic Composition للسوائل خارج العصبونات ExtraCellular Fluids.
هناك أربعة أنواع من الخلايا الدبقية , هي:
1) الخلايا الدبقية النجمية Astrocytes:
الخلايا الدبقية النجمية هي أكبر الخلايا الدبقية حجماً , و سُميت بالنجمية لكثرة تشعباتها البارزة للخارج من الخلية كشعاع النجم Astro. تشعبات الخلايا النجمية تربط ما بين الأوعية الدموية و العصبونات لنقل الغذاء إليها. و لديها القدرة على تحويل الجلوكوز Glucose إلى اللاكتيت Lactate الأسهل استخداما لإنتاج الطاقة في العصبونات. الخلايا النجمية لديها القدرة كذلك على تحويل الجلوكوز إلى الجلايكوجين Glycogen لتخزينه و استخدامه عند الحاجة لمد العصبونات بالطاقة في حالات هبوط مستوى السكر في الدم. تُساهم الخلايا النجمية في إزالة الشحنات الكهربائية الزائدة في السائل خارج العصبونات للمحافظة على المُحيط الأيوني (الكهربائي) المُناسب لعمل العصبونات على أكمل وجه في نقل الإشارات العصبية. و لها دور مع الخلايا الدبقية الصغيرة في إفراز مواد مُحفزة لنمو العصبونات بعد تلفها (مثال- بعد السكتة الدماغية – Stroke).
2) الخلايا الدبقية قليلة التغصنات (التشعبات) Oligodendrocytes:
تعمل هذه الخلايا على تكوين الطبقة العازلة المحيطة بالعصبونات في الجهاز العصبي المركزي Central Nervous System , و التي تُسمى بصفائح مايلين Myelin Sheaths , بالطبع هذه الصفائح (الطبقات العازلة) تعزل الشحنات الكهربائية (الإشارات العصبية) التي تنتقل في الأعصاب عن بعضها البعض حتى لا تؤثر شحنة على شحنة أخرى و بالتالي على معناها بالنسبة للمخ الذي يترجم هذه الشحنات إلى أفعال و ردود أفعال. الخلايا الدبقية قليلة التغصنات لا تُحيط بنفسها حول العصبونات , و إنما يصدر منها تشعبات و هذه التشعبات هي التي تلتف حول العصبونات و تكون الطبقات العازلة.
3) الخلايا الدبقية الصغيرة Microglia :
أصغر الخلايا الدبقية حجماً , تعمل كمزيل للخلايا التالفة و الميتة في الجهاز العصبي. هناك أدلة تفيد بأنها مسؤولة كذلك عن تجدد الخلايا التالفة و تُساعد في إرشاد نمو العصبونات (تحديد طريق نمو العصبونات و تشعباتها).
4) خلايا شوان Schwann Cells :
هي نظيرة الخلايا الدبقية القليلة التغصنات في الجهاز العصبي المُحيطي Peripheral Nervous System , و المسؤولة عن تكوين الطبقة العازلة (صفائح مايلين) للعصبونات في الجهاز العصبي المُحيطي. و تتكون هذه الخلايا بشكل أساسي من الشحوم Lipids و التي تُعطيها صفتها العازلة للشحنات الكهربائية. تُساعد خلايا شوان على سرعة انتقال الإشارات العصبية (الشحنات الكهربائية) في العصبونات و كذلك لها دور في نمو العصبونات بعد تلفها. خلايا شوان تُحيط بنفسها إحاطة تامة حول العصبون بخلاف الخلايا الدبقية قليلة التغصنات في الجهاز العصبي المركزي.(3)
أما الخلايا العصبية فتنقسم إلى ثلاثة أنواع حسب الشكل و هي:-
1. خلايا وحيدة القطب Unipolar وهي الخلايا ذات المحور الواحد الذي يتفرع إلى محورين فرعيين، وعادة ما تنتشر في العقد العصبية الشوكية Spinal Ganglia الموجودة في الحبل الشوكي.
2. خلايا ثنائية القطبية Bipolar وهي بجسم واحد تخرج منه زائدتان إحداهما تمثل الشجيرات، والأخرى تمثل المحور. وينتشر هذا النوع في شبكية العين.
3. خلايا متعددة الأقطاب Multipolar حيث يكون جسم الخلية متعدد الأضلاع ويخرج منه العديد من الزوائد الشجيرية، كما يخرج منه أيضاً محور الخلية، وهو النوع الأكثر انتشارا، وخاصة في الدماغ والحبل الشوكي
وتتكون الخلية العصبية من جزءين أساسيين هما:-
1- جسم الخلية Cell body.
2- المحور Axon.
وجسم الخلية جسم مغزلي أو دائري الشكل أو متعدد الأضلاع يحتوي على نواة مركزية مستديرة يُحاط بها السيتوبلازم الذي يملأ تجويف جسم الخلية. ويمتد من هذا الجسم نحو الخارج بعض الزوائد التي تُسمى بالشجيرات أو الزوائد الشجيرية المتفرعة Dendrites والتي تقوم باستقبال الإشارات والتنبيهات وإرسالها إلى جسم الخلية، ومن ثم تسمى هذه الشجيرات بالجزء المستقبِل Receiving part. ومحور الخلية عبارة عن زائدة طويلة ممتدة من مؤخرة جسم الخلية وتنتهي بمجموعة من التفرعات التي تسمى بالنهايات العصبية Nerve endings التي تمثل منطقة التشابك مع شجيرات خلية أخرى مكونة ما يسمى بالمشتبك العصبي Synapse. وهذا المحور يكون في بعض الأحيان بدون غلاف، أو تغطيه مادة كيميائية دهنية شديدة التعقيد تسمى بالغلاف أو الغمد الميليني Myelin Sheath، وهذا الغلاف يضفي على الأعصاب اللون الأبيض، ويحيط بهذا الغلاف من الخارج غشاء رقيق يُسمى بالصفيحة العصبية Neurolemma . وتقوم هذه المادة أو هذا الغطاء الخارجي للمحور بوظيفة العزل الكهربي لمنع تسرب الانبعاثات العصبية التي تسري عبر المحور على هيئة شحنات كهربية ضعيفة. كما يقوم هذه الغلاف أيضاً بالمحافظة على سلامة وحيوية المحور العصبي. ويمتد الغلاف الميليني بطول محور الخلية العصبية وإن ظهرت في مساره بعض الاختناقات التي تكوّن ما يُسمى بعقد رانفييه Nodes of Ranvier نسبة إلى مكتشفها. كما توجد تحت الصفائح العصبية بعض الخلايا المسؤولة عن إفراز الغلاف الميليني والصفيحة العصبية، ويُطلق على هذه الخلايا خلايا شوان Schwann’s Cells. ويُعد محور الخلية الجزء الناقل أو الموصل Conducting part في الخلية، والذي ينقل الإشارات العصبية من جسم الخلية إلى خارجها، حيث يحمل هذه الإشارات إلى الجزء المستقبل (الشجيرات) في خلية أخرى. وتتم هذه العملية في نهاية المحور عند التحامه بهذه الشجيرات، أو عند التحامه بالعضو الذي يغذيه العصب، مثلما يحدث في التحام الأعصاب بالعضلات في المنطقة التي تُسمى بصفيحة النهاية الحركية Motor End Plate. (1)
وتنقسم الخلايا العصبية إلى ثلاثة أقسام حسب الوظيفية وهي:
1)الخلية العصبية الحسية( الواردة):ولها زوائد شجرية طويلة ومحور قصير ووظيفتها نقل النبضات العصبية من المستقبل إلى الجهاز العصبي المركزي.
2)الخلية العصبي الوسطية:ولها زوائد شجرية قصيرة ومحور طويل أو قصير ووظيفتها نقل النبضات العصبية ضمن الجهاز العصبي المركزي.
3)الخلية العصبية الحركية(الصادرة):ولها زوائد شجرية قصير ومحور طويل ووظيفتها نقل النبضات العصبية من الجهاز العصبي المركزي إلى العضو المستجيب.(7)
ومثال على عمل هذه الخلايا الثلاثة:
إذا لمست شيئا مؤلما، تتحسس الألم الخلية الحسية ؛فيبرق هذا إشارة كهربائية إلى الخلية العصبية الوسطية في النخاع الشوكي.وبدوره تمرر الخلية الوسطية الإشارة إلى واحدة أو أكثر من الخلايا الحركية ،فتبعد هذه يدك عن مصدر الألم. (9)
الأعصاب:
في الجهاز العصبي تتجمع أجسام الخلايا العصبية في مجاميع مكونة الألياف العصبية, و بدورها تتجمع في الجهاز العصبي المركزي تُسمى عُقدة Ganglion , أما في الجهاز العصبي المُحيطي فتُسمى هذه المجاميع , عُقد (مُفرد "عُقدة") Ganglion.
كذلك تتجمع محاور الخلايا العصبية مع بعضها لتكون الأعصاب Nerves,و إجتماع أجسام الخلايا العصبية يكون المادة السنجابية (6) و الأعصاب تنقسم من حيث موقعها من العُقدة إلى نوعين :
1- أعصاب ما قبل العُقدة Pre-Ganglionic Nerves.
2- أعصاب ما بعد العُقدة Post-Ganglionic Nerves.
في الجهاز العصبي , أعصاب (محاور أجسام الخلايا العصبية) ما قبل العُقدة تتشابك مع أجسام الخلايا التي ينشأ منها أعصاب ما بعد العُقدة خلال المشابك في العُقد لنقل الإشارات الكهربائية.يُمكننا القول أو تشبيه العُقد بمحطات قطار يتم فيها نقل الحمولة (الإشارات الكهربائية العصبية) من قطار لآخر ليتم في النهاية توصيلها للعضو المطلوب.(3)
وتنقسم الأعصاب من حيث الوظيفة إلى ثلاثة أنواع:-
1- أعصاب حسية Sensory وهي التي تحتوي على محاور عصبية تنقل الاحساسات الخارجية من سطح الجلد وأعضاء الحس المختلفة، وكذلك الاحساسات القادمة من الأعضاء الداخلية، لتصل بها إلى مراكز الاستقبال الخاصة بها في الحبل الشوكي أو المخ.
2- أعصاب حركية Motor وهي التي تحتوي على محاور عصبية تحمل الإشارات والتنبيهات العصبية من المناطق المسئولة عن الحركة إلى عضلات الجسم المختلفة (إرادية أو غير إرادية) لكي تقوم هذه العضلات بالانقباض والارتخاء لتؤدي وظائفها المختلفة.
3- أعصاب مختلطة Mixed وهي التي تحتوي على محاور عصبية من النوعين السابقين -حسية وحركية- وهي الأعصاب الأكثر انتشاراً داخل الجسم.(1)
التأزر العصبي:
تتم عمليات التوصيل أو التآزر العصبي بفعل الجهاز العصبي الذي تكون الخلايا العصبية وحدته الأساسية.(6)وتتكون الخلية العصبية من جسم الخلية أو السيتون والزوائد الشجيرية والمحور ،الذي ينتهي ف عدد من التفرعات الانتهائية كما عرفنا سابقا
(.وتنقل الزوائد الشجيريه السيالات العصبية في إتجاه جسم الخلية العصبية، ويحملها المحور من جسم الخلية إلى الخارج،وتتميز محاور الألياف العصبية إلى نوعين تبعا لإتجاه مرور السيالات العصبية فيها(6) وهي:
1) الانتقال خلال الألياف العصبية:
هناك عدة نظريات لتفسير عملية انتقال السيالات العصبية على طول الألياف العصبية ،وأكثر هذه النظريات قبولا من العلماء هي نظرية الغشاء والتي تقول بأن السيال العصبي ينتقل على هيئة موجة من موجات إزالة الاستقطاب تمر خلال الغشاء للفية العصبية.ففي حالة السكون، أو أثناء الراحة،يكون غشاء الليفة العصبية موجب الشحنة الكهربائية على سطحه الخارجي وسالب الشحنه على سطحه الداخلي،هذه الشحنات الكهربائية تحملها أيونات صوديوم وبوتاسيوم وكلورين تتجمع على الغشاء، ويقال عن الليفة في حالة السكون هذه أنه مستقطب كهربيا أي له قطبين سالب وموجب ،ويعزى وجود هذا الأستقطاب إلى خاصية النفاذية الاختيارية التي تتمتع بها أغشية الألياف العصبية.فأثنا الراحة يعمل الغشاء اختياريا على منع مرور تلك الأيونات موجبة وسالبة الشحنات من خلاله لتعادل بعضها البعض ،ومن ثم يحدث فيه هذا الاستقطاب.(
وعندما يحث تنبه أو إثارة لليفة العصبية في أية بقعة منها، فإن الغشاء يفقد قدرته على النفاذية الإختيارية في هذه البقعة. أي يصبح منفذا للأيونات الموجبة والسالبة عندها،فتمر من خلاله وتعادل بعضها البعض،وبهذا يزول إستقطاب الغشاء عند هذه البقعة ،أو يصبح الغشاء غير مستقطب.
وتقفز الأيونات الموجودة على بقعة مجاورة من الغشاء لم يتم تنشيطها بعد،من خلال البقعة الغير مستقطبة السابقة،لتعادل بعضها البعض،وبذلك تصبح البقعة الجديدة المجاورة للأولى غير مستقطبة.ثم تقفز أيونات جديدة من بقعة ثالثة مجاورة من خلال البقعة الثانية وهكذا تستمر العملية على طول الليفة العصبية بأكملها. وبعد أن تجتاز السياله العصبية بقعة معينة يستعيد الغشاء قدرته على النفاذية الإختيارية والإستقطاب عند هذه البقعة مرة أخرى .وذلك يفسر لنا المقصود بإنتقال السيالة العصبية على هيئة موجة من زوال الإستقطاب في غشاء الليفة العصبية .وتعتبر جميع السيالات العصبية متشابهة في طبيعتها،ولا تختلف عن بعضها إلا فيما يحدث من تأثيرات تبعا للمواضع أو الأعضاء التي تتصل بها أو تنتهي فيها،فإذا كانت الليفة العصبية تنتهي في عضلة من العضلات حدث إنقباض في تلك العضلة.وإذا إنتهت في منطقة معينة من القشرة المخية نتج فيها الإبصار .أو إذا إنتهت في منطقة أخرى من القشرة المخية نتج عنها السمع وهكذا.....وأما إذا إنتهت الليفة العصبية بملامسة الزوائد الشجرية لخلية عصبية أخرى في منطقة التشابك العصبي فإنها تولد سيالة عصبية في هذه الخلية العصبية الأخيرة.(6)
2) الإنتقال خلال التشابكات العصبية:
من الجدير بالذكر أن الخلايا العصبية لا يوجد بينها اتصال مباشر وإنما يتم نقل التنبيهات العصبية من خلية إلى أخرى عن طريق مناطق الالتحام بين شجيرات خلية والنهاية العصبية الموجودة في محور خلية أخرى، وهو ما نطلق عليه التشابك العصبي ويتكون من منطقة قبل التشابك Presynaptic وهى التي تنتمي إلى النهاية العصبية للخلية، ومنطقة بعد التشابك Postsynaptic وهي تنتمي إلى شجيرات خلية أخرى، وما بين المنطقتين يوجد فراغ المشتبك نفسه. وتنتقل الإشارات العصبية من الخلية إلى التي تليها عن طريق التوصيل الكيميائي نتيجة وجود مواد كيميائية يُطلق عليها الموصلات العصبية Neurotransmitters تعمل على نقل الإشارة الكهربية من خلية إلى أخرى ويوجد عدد كبير من الموصلات العصبية مثل الأدرينالين، والنورأدرينالين Noradrenaline، والأسيتايل كولين Acetyle choline، والدوبامين Dopamine، والسيروتونين Serotonine. وتؤدي زيادتها أو نقصانها إلى اضطراب الوظائف الجسمية والعقلية، ومن ثم يتطلب الأمر إعادة لتوازن لهذه الموصلات من خلال العقاقير التي تعمل على تعديل كمية الموصلات في المشتبكات العصبية. (1)
القوس الانعكاسي البسيط:
يعرف الفعل العصبي الانعكاسي بأنه فعل يحث استجابة لمؤثر معين يؤدي إلى مرور سيال عصبي من العضو الحسي إلى الجهاز العصبي المركزي،ومنه ينعكس مرة أخرى ليصل عضو مؤثر فيستجيب لهذا المؤثر.(
وهو أبسط أنواع النشاط العصبي ويظهر هذا النشاط على شكل حركة أو إفراز وأساس هذا الفعل الانعكاسي هو ما يسمى بالقوس الانعكاسية وأبسط مثال للفعل الانعكاسي هو ما يحدث عندما تلمس اليد جسماً ساخناً حيث يلاحظ أن اليد تتحرك بسرعة بعيداً عن الجسم.(2)
ويتكون القوس الانعكاسي من خمسة أجزاء ويعبر عن مسار القوس الانعكاسي البسيط:
1 ـ عضو الاستقبال (يوصل الرسالة): مثل أحد أعضاء الحس:يولد نبضات العصبية.
2 ـ الخلية العصبية الحسية(تأخذ الرسالة إلى الجهاز العصبي المركزي):تنتقل النبضات على طول الزائدة الشجيرية للعصب الشوكي وتستمر إلى جسم الخلية الواقع في عقدة الجذر الظهري بعدها تنتقل من جسم الخلية إلى المحور الموجود في الحبل الشوكي.
3 ـ خلية عصبية رابطة(تنقل الرسالة إلى الخلية العصبية الحركية):تستلم النبضات العصبية بوساطة الزوائد الشجرية وتوصل من خلال جسم الخلية إلى المحور الموجود في الحبل الشوكي.
4 ـ خلية عصبية حركية(تأخذ الرسالة بعيدا عن الجهاز العصبي المركزي):تنتقل النبضات من خلال الزوائد الشجرية القصيرة وجسم الخلية الواقع في الحبل الشوكي ثم المحور الواقع في العصب الشوكي.
5 ـ عضو استجابة مثل عضلة أو غدة (يستلم الرسالة):يستلم النبضات العصبية ويستجيب بعدها ،فإذا كان العضو المستجيب غدة فإنها تفرز افرازها وإذا كان عضلة فإنها تتقلص.(7)
الجهاز العصبي:
قبل الدخول إلى الجهاز العصبي علينا التعرف على العقل البشري والدماغ (Brain) حيث اشتق لفظ العقل لغويا من الفعل "عقل"، وعقل الشيء ؛أي كبح جماحه،وعقل البعير ؛أي قيده عن الحركة. ومن هذا المعنى يكون عقل الإنسان هو الذي يجعله يتحكم في جميع مرادات النفس ونوازعها،كما يدرك الإنسان به الأشياء،ويعرف الخطأ من الصواب.
والعقل كلمة شاملة ذات مفهوم أوسع من الدماغ الموجود في الرأس ،إلا أنه تجاوزا يمكن القول بأن ثمة صلة وثيقة بين العقل والدماغ،من حيث احتواء الدماغ على المراكز التي تتحكم في العمليات الذهنية والانفعالية والحسية في الإنسان؛ ومن ثم يمكن اختزال حديثنا عن العقل البشري بشكل عام إلى حديث عن الدماغ في جانبه التشريحي والوظيفي.
ويعتقد الكثير من العلماء أن للعقل البشري وظائف غير موجودة في الحيوان؛إذ يقوم بترتيب المعلومات وربط بعضها ببعض، ليكون منها أفكارا،كما أنه تعد مكان الابتكار والإبداع والأحلام؛فهو تمكن الإنسان من التمييز بين الخطأ والصواب، وبين ما هو منطقي وما هو غير منطقي ،كما أنه مخزن للمعلومات والذاكرة،وهو المسؤول عن سلوك الإنسان ورد فعله في السراء والضراء.(5)
وهو الجهاز العصبي الذي ينظم أوجه النشاط المتباين الذي تقوم به أعضاء الجسم المختلفة ويتعاون في هذا المجال مع الجهاز الهرموني ويعتبر الجهاز العصبي من أهم الأجهزة بالجسم وأكثرها تعقيداً.
يقسم الجهاز العصبي إلى ثلاثة أجزاء:
1 ـ الجهاز العصبي المركزي:
ويتألف من المخ وهو الدماغ والحبل الشوكي.
2 ـ الجهاز العصبي الطرفي:
ويقع خارج الجهاز العصبي المركزي ويتكون من الأعصاب الدماغية والأعصاب الشوكية ويقوم هذا الجهاز بنقل الإشارات العصبية من أعضاء الحس وأعضاء الجسم الأخرى إلى الجهاز العصبي المركزي ومن الجهاز العصبي المركزي إلى أعضاء الحركة.
3 ـ الجهاز العصبي الذاتي:
ويرتبط هذا الجهاز بغدد الجسم المختلفة والعضلات اللاإرادية الموجودة بالأحشاء.(2)
أولا :الجهاز العصبي المركزي:
يتكون الجهاز العصبي المركزي في الإنسان من الدماغ Brain أو المخ و النخاع الشوكي أو الحبل الشوكي Spinal Cord. (2)
أغشية النخاع الشوكي والدماغ:
تحيط بالنخاع الشوكي وكذلك الدماغ ثلاثة طبقات من أغشية تسمى السحاياMeninges: (6)
الأم الحنونة:
وهي عبارة عن غشاء رقيق جداً يغلف المخ مباشرة ويتخلل جميع تجاعيده وعن طريق هذا الغشاء تنتشر الأوعية الدموية في المخ.
الأم الجافية:
وهي عبارة عن غشاء سميك ليفي يبطن السطح الداخلي لعظام الجمجمة.
الأم العنكبوتية:
وهي تلي الأم الجافية إلى الداخل غشاء رقيق يفصل بينها وبين الأم الحنونة ويسمى العنكبوتية ويفصل بين هذا الغشاء والأم الحنونة فراغ يسمى الفراغ تحت العنكبوتية ويملأ هذا الفراغ سائل يسمى السائل المخي الشوكي ويوجد هذا السائل أيضاً في قناة الحبل الشوكي، كما يملأ تجاويف المخ ويحمي هذا السائل المخ من آثار الحركات العنيفة والصدمات المختلفة كما يساعد على المحافظة على ضغط ثابت داخل الدماغ.(2)
1) المخ Cerebrum.
2) جذع المخ Brainstem , و الذي يتضمن الدماغ الأوسط Midbrain و الجسر Pons و النُخاع المستطيل Medulla Oblongata.
3) المُخيخ Cerebellum.
الدماغ :
أولا :المخ:
يعد المخ أكبر جزء في الجهاز العصبي المركزي ويشغل حيزاً كبيراً من الجمجمة ويبلغ وزن المخ عند الولادة 350 غرام ولكن يزن في الرجل البالغ حوالي 1400 غرام ويقل وزنه قليلاً في المرأة و تحيط بالمخ ثلاثة أغشية وظيفتها الوقاية والتغذية وهي من الداخل إلى الخارج الأم الحنونة والعنكبوتية والأم الجافية ويطلق على هذه الأغشية مجتمعة اسم الأغشية السحائية وتم ذكرها سابقا(2).
وفي المخ تكون أجسام الخلايا العصبية مُتركزة في الطبقة الخارجية (قشرة المخ) Cerebral Cortex و يكون لونها رمادياً و لهذا تُسمى المادة الرمادية Grey Matter (3)و ألياف الخلايا العصبية موجودة في الداخل و يكون لونها أبيضاً و لهذا تُسمى المادة البيضاء White Matter ,(6). في الحبل الشوكي يكون العكس المادة البيضاء (ألياف الخلايا العصبية ) في الخارج و المادة الرمادية (الخلايا العصبية) في الداخل.(3)
ويتألف المخ من ثلاثة أجزاء رئيسية هي نصفي الكره المخي والمخيخ وساق المخ.
-نصفي الكره المخي:تمثل الجزء الأكبر من المخ وتتركب من نصفين أيمن وأيسر يتوسطهما شق طولي ويطلق على كل فص اسم نصف الكرة المخي ويتميز السطح الخارجي للقشرة المخية بوجود عدة تعرجات وينقسم كل نصف كرة مخي إلى أربعة فصوص بواسطة شقوق غير عميقة وهذه الفصوص هي الأمامي والجداري والصدغي والخلفي.
تقوم القشرة المخية بوظائف هامة ترتبط بالأمور التالية:
ـ الإحساس الشعوري.
ـ الحركات الإرادية.
ـ التعلم والذاكرة.
ويلاحظ أن كلاً من هذه الوظائف يرتبط بمركز خاص يقع في مكان محدد من القشرة المخية فمركز الإبصار يقع في الفص الخلفي للمخ بينما يوجد مركز السمع في الفص الصدغي ومركز الحركة في الفص الجداري ومركز الإحساس بالحرارة واللمس والضغط في الفص الأمامي.
ثانيا:المخيخ:
يعتبر المخيخ أكبر جزء في المخ بعد نصفي الكره المخي وكلمة مخيخ تعني المخ الصغير، ويوجد المخيخ في الجهة الخلفية للمخ أسفل الفص الخلفي للمخ ويحتوي المخيخ على مادة بيضاء في الداخل مكونة من ألياف عصبية ومادة رمادية في الخارج مكونة من أجسام الخلايا العصبية تسمى بقشرة المخيخ.
يؤدي المخيخ دوراً هاماً في تنظيم الحركات الإرادية وإذا أصيب الإنسان بورم في المخيخ فإنه يفقد توازنه ولا يستطيع القيام بحركات إرادية متزنة والمخيخ يحفظ توازن الجسم بالتعاون مع الأذن الداخلية وعضلات الجسم بالإضافة إلى أنه ينظم الحركات الإرادية ويعمل على التنسيق بينهما.
ثالثا:ساق المخ:
هو أصغر أجزاء المخ ويتألف من المخ الأوسط والقنطرة والنخاع المستطيل. تمر خلال ساق المخ الألياف الحسية التي تنقل الإشارات العصبية من الحبل الشوكي إلى أجزاء المخ الأخرى كما تمر فيه الألياف الحركية التي تحمل الإشارات العصبية من المخ إلى النخاع الشوكي بالإضافة إلى ذلك توجد في ساق المخ عدة مراكز انعكاسية ضرورية للحياة يطلق عليها مجتمعة اسم المراكز الحيوية وأهم هذه المراكز، المراكز التالية:
1ـ المراكز التنفسية.
2 ـ المراكز القلبية.
3 ـ المراكز المنظمة لحركة
4ـ الأوعية الدموية.
5 ـ مراكز البلع والقيء والسعال.
ويتضح من ذلك أن ساق المخ جزء هام وضروري للحياة لوجود المراكز الحيوية فيه.(2)
ويخرج منه اثنا عشر زوجا من الأعصاب المخية، فالأول للشم، والثاني للبصر، والثالث والرابع والسادس من أجل حركة العين، أما الخامس فيختص بنقل الأحاسيس من الوجه والجبهة والأسنان، ويحرك العضلات الماضغة، والسابع يقوم بتحريك عضلات الوجه والشفاه؛ فيسيطر وحده على ست وأربعين عضلة موزعة على الجانبين منها ست وعشرون عضلة حول الشفتين، والثامن خاص بحاسة السمع والاتزان؛ فينقل المسموعات إلى ما يزيد عن ثلاثين ألف خلية سمعية، والتاسع يختص بمنطقة البلعوم واللسان، والعاشر يغذي القلب والجهاز التنفسي والجهاز الهضمي، والحادي عشر لتغذية الرقبة وفوق الكتف، والثاني عشر يختص بحركة عضلات اللسان الذي يحتوي على سبعة عشرة عضلة.(4)
الحبل الشوكي:
الحبل الشوكيSpinal Cord الذي يمتد من قاعدة الجمجمة إلى أسفل الظهر تقريباً، وذلك عبر القناة الفقرية أو الشوكية Spinal Canal الموجودة في فقرات العمود الفقري Vertebral Column. ويعمل هذا الجزء كحلقة وصل بين الأعصاب الطرفية التي تستقبل الاحساسات وترسل الإشارات الحركية للعضلات، وبين المراكز المخية العليا، طما يلعب الحبل الشوكي دوراً أساسياً في الفعل المنعكس الحركي..(1)
والقناة الشوكية عبارة عن قناة توجد داخل الفقرات على طول العمود الفقري يبدأ الحبل الشوكي من النخاع المستطيل في جذع المخ ويمتد إلى نهاية الثلثين العلويين من العمود الفقري ويبلغ طوله نحو 45 سم والحبل الشوكي مجوف من الداخل لوجود قناة ضيقة فيه تسمى القناة المركزية ويجري فيها السائل الدماغي الشوكي.
يوجد في منتصف السطح الظهري للحبل الشوكي شق وسطي يقابله شق آخر في منتصف السطح البطني ويقسم هذان الشقان الحبل الشوكي إلى نصفين متماثلين تماماً ويتركب نسيج الحبل الشوكي من طبقتين ـ الداخلية منها هي المادة الرمادية وبها أجسام الخلايا العصبية والزوائد الشجرية والخارجية هي المادة البيضاء وقوامها الألياف العصبية.
تبدو المادة الرمادية للحبل الشوكي أن لهاقرنين ظهريين رفيعين وقرنين بطنيين عريضان يدخل الحبل الشوكي بالقرب من السطح الجذر الظهري للعصب الشوكي في القرن الظهري بينما يخرج الجذر البطني للعصب الشوكي من القرن البطني توجد ألياف المادة البيضاء للحبل الشوكي على شكل حزم أو مسارات لكل منها وظيفتها الخاصة ويطلق على المسارات التي تحمل الإشارات العصبية إلى المستويات العليا من الحبل الشوكي إلى المخ اسم المسارات الصاعدة بينما تسمى المسارات العصبية من المخ إلى الحبل الشوكي المسارات النازلة.
وظائف الحبل الشوكي:
إن الحبل الشوكي هو المركز الرئيسي للأفعال الانعكاسية، وتقوم المادة الرمادية الموجودة بالحبل الشوكي بهذه الوظيفة وتوجد في الحبل الشوكي مراكز لمئات الأقواس الانعكاسية ويطلق على الأفعال الانعكاسية التي تنتج عن أقواس انعكاسية تقع مراكزها في الحبل الشوكي اسم انعكاسات الحبل الشوكي. كما يعمل الحبل الشوكي كناقل أو موصل للإشارات العصبية حيث ينقل الإشارات العصبية من أجزاء الجسم المختلفة إلى المراكز الرئيسية في المخ كما يوصل الإشارات العصبية من المخ إلى أجزاء الجسم المختلفة، وتقوم المادة البيضاء بهذه الوظيفة.(2)
ثانيا:الجهاز العصبي الطرفي:
ويضم هذا الجهاز مجموعة من العقد والألياف العصبية، ويحتوي فقط على شجيرات أو محاور طويلة، يُحاط بها الغلاف الميليني، ولا توجد أجسام خلايا في هذه الأعصاب لأنها توجد فقط في الجهاز العصبي المركزي. ويشمل هذا الجهاز الأجزاء التالية:-
أ-الأعصاب القحفية أو الدماغية (المخية)Cranial Nerves وعدد هذه الأعصاب 12 زوجاً يغذي نصفها الجانب الأيمن من الجسم (الدماغ والأحشاء) والنصف الآخر يغذي الجانب الأيسر. وتخرج هذه الأعصاب من جذع المخ. (1)
Peripheral Nervous System و سوف نذكر أسمائها بالترتيب التسلسلي لها ووظيفتها :
1. العصب الشمي Olfactory Nerve المسؤول عن حاسة الشم لدى الإنسان.
2. العصب البصري Optic Nerve المسؤول عن الإبصار لدى الإنسان.
3. العصب المُحرك للعين Oculomotor Nerve و يُغذي عضلات العين الخارجية المسؤولة عن حركة العين كلها ما عدا العضلة المستقيمة الوحشية و العضلة المائلة العلوية. و يحمل معه ألياف عصبية ودية Sympathetic Fibers مسؤولة عن ردة فعل العين للضوء (المُنعكس الضيائي) Light reflex و كذلك مُنعكس التكيف Accommodation Reflex مثال ذلك تكيف العين للقراءة عن قرب.
4. العصب البكري Trochlear Nerve, يُغذي العضلة المائلة العلوية للعين.
5. العصب الثُلاثي التوائم Trigeminal Nerve , عصب حسي للوجه (الإحساس) و فروة الرأس و كذلك يحمل ألياف حركية لعضلات المضغ.
6. العصب المُبعد Abducens Nerve و يُغذي العضلة المستقيمة الوحشية للعين.
7. العصب الوجهي Facial Nerve , و يُغذي العضلات السطحية للوجه (عضلات التعبير مثل الإبتسام و العبوس) و يحمل ألياف حسيه للألم و الحرارة من الأذن و كذلك ألياف حسيه للتذوق في الثلثين الأماميين من اللسان و ألياف لاودية Parasympathetic Fibers للغدد اللعابية.
8. العصب الدهليزي القوقعي Vestibulcochlear Nerve , العصب المسؤول عن السمع و التوازن عند الإنسان.
9. العصب اللساني البلعومي Glossopharyngeal Nerve , يحمل ألياف حسية من الثلث الأخير من اللسان و ألياف لاودية للغدد اللعابية و ألياف حركية لعضلات البلعوم.
10. العصب الحائر Vagus Nerve و يحمل ألياف لاودية Parasympathetic Fibers لأعضاء الصدر و الجهاز الهضمي و القلب , مثال تحفيز العصب المُبهم يُقلل من سرعة ضربات القلب و يزيد من حركة الأمعاء. و كذلك يحمل ألياف حركية لعضلات الحلق و البلعوم و الحنجرة.
11. العصب الشوكي الإضافي Accessory Nerve و يُغذي عضلات الحنجرة و البلعوم مع العصب المُبهم و فرع منه يُغذي عضلات إرادية في الرقبة.
12. العصب تحت اللسان Hypoglossal Nerve و هو العصب المُحرك للسان أي يُغذي عضلات اللسان. (
ب-الأعصاب الشوكية Spinal Nerves ويبلغ عددها 37-38 زوجاً تخرج من الحبل الشوكي، وتخرج من بين فقرات العمود الفقري. ويغذي نصف هذا العدد الجانب الأيمن من الجسم، ويغذي النصف الآخر الجانب الأيسر. (1)زمنها 8 عنقية،12-13صدرية،7قطنية،4عجزية،6ذيلية.(
ثالثا:الجهاز العصبي الذاتي (اللاإرادي):
ينظم هذا الجهاز النشاطات التي لا تقع تحت إرادة الإنسان فهو يتصل بغدد الجسم المختلفة وعضلة القلب والعضلات الملساء وغير الإرادية التي توجد في جدار الأعضاء التي تكون في مجموعها ما يعرف باسم الأحشاء مثل القناة الهضمية والمثانة والحالبين والقصبة الهوائية والأوعية الدموية.
ويتكون الجهاز العصبي الذاتي من جزئيين: الجهاز السمبثاوي والجهاز جار السمبثاوي ويتكون كل جزء بدوره من مجموعة من العقد العصبية والأعصاب.
الجهاز العصبي السمبثاوي:
ويمكن مشاهدته بالعين المجردة في الجهاز العصبي لحيوان مشرح ويتكون الجهاز من جذعين سمبثاويين يوجدان على طول جانبي العمود الفقري وعلى امتداد كل جذع توجد عدة انتفاخات هي العقد السمبثاوية وتوجد هذه العقد في المنطقتين الصدرية والقطنية فقط من الحبل الشوكي.
وظائف الجهاز العصبي السمبثاوي:
يعمل هذا الجهاز عمل جهاز الطوارئ فالإشارات العصبية التي تحملها الألياف السمبثاوية تسيطر على العديد من أعضاء الجسم الداخلية وتحدث فيها من التغييرات ما يساعد الجسم على مجابهة الظروف الطارئة أو المفاجئة التي يتعرض لها مثل الغضب أو الخوف أو الكره أو القلق أو الحزن أو الفرح ومن هذه الوظائف:
ـ إيقاف شعر الجسم بانقباض العضلات الموجودة في جذور الشعر.
ـ اتساع حدقة العين وبذلك يتسع حقل الرؤية والإبصار أمام الشخص.
ـ اتساع الشعب الهوائية فيسهل عملية التنفس.
ـ زيادة ضربات القلب في العَدْدِِ والقوة.
ـ ارتخاء عضلات القناة الهضمية وانخفاض نشاطها.
ـ توسيع شرايين القلب والعضلات الإرادية في حين يسبب انقباض شرايين الجلد والمنطقة الداخلية وبذلك يزيد من قوة وكمية الدم المندفع إلى الأعضاء ذات القيمة الحيوية الكبيرة.
ـ يحول الغلوكوجين المختزن في الكبد إلى سكر في الدم.
ـ يسبب إفراز العرق.
ولهذا يمكن القول بأن هذا الجهاز يحدث من التغييرات الفيزيولوجية في الجسم ما يجعله مستعداً للقيام بمجهود عضلي شاق.
الجهاز العصبي جار السمبثاوى:
ويتكون هذا الجهاز من العصب الدماغي الثالث والسابع والتاسع والعاشر وكذلك من ألياف عصبية تخرج من الحبل الشوكي في منطقة العجزية ووظائف هذا الجهاز:
ـ يسبب ضيق إنسان العين.
ـ يسبب ضيق الشعب الهوائية.
ـ يقلل عدد ضربات القلب وقوتها.
ـ يسبب ضيق شرايين القلب.
ـ يسبب انقباض عضلات القناة الهضمية ويزيد من نشاطها.
ـ يسبب إفرازاته في القناة الهضمية.
ـ يسبب انقباض عضلات المثانة البولية والمستقيم وبذلك يساعد عمليتي التبول والتبرز.(2)
الخاتمة:
لقد تم التحدث في هذا البحث عن الجهاز العصبي الذي هو من أهم أجهزة الجسم ، وتكلمنا عن وحدته الأساسية الخلية العصبية والأعصاب وكيفية انتقال السيال العصبي ،وعمل القوس العصبي المنعكس،أقسام الجهاز العصبي وهي مركزي وطرفي والذاتي (السمبثاوي والجار السمبثاوي).
المراجع والمصادر:
1) http://www.bafree.net/arabneuropsych/ch2.htm
2) http://www.tashafi.com/default.asp?N=612
3) http://www.your-doctor.net/human_bod...ous_system.htm
4) http://www.iu.edu.sa/Magazine/47-48/23.htm
5) http://www.moqatel.com/mokatel/Data/...katel1_6-2.htm
6)علم وظائف الأعضاء –أ.د صباح ناصر العلوجي-دار الفكر-سوق البتراء-عمان-الأردن-الطبعة الأولى1423 هجري 2002م.
7)علم بيولوجيا الإنسان –أ.د محمد الحمود و أ.د وليد حميد يوسف ود.حميد نايف البطانية-الأهلية للنشر-عمان-الأردن-الطبعة العربية الثانية 2002 م.
علم الحيوان-د.محمود أحمد البنهاوي و د.أميل شنوده دميان و دز عبد العظيم عبدالله شبلي ود.محمد أمين رشدي ود.محمد فتحي سعود-دار المعارف-القاهرة-مصر- الطبعة الثانية 1988م.
9)الموسوعة العلمية الشاملة-أحمد شفيق الخطيب و يوسف سليمان خير الله-مكتبة لبنان ناشرون-بيروت-لبنان-الطبعة الأولى 1998م.