المسؤولية والجزاء
المسؤوليـة/Responsabilité هي تحمل الانسان لنتائج أفعاله حسنة كانت أم سيئة *-*
. شروطها/
1- الحرية: لا يكون المرء مسؤولا حتى يكون الفعل قد اختاره بمحض ارادته- 2
العقل/ لا يكون المر مسؤولا حتى يكون قادرا على التمييز بين الخير و الشر
، أي ان يكون راشدا و واعيا ، و قاصدا *-*أنواعــها / 1- مسؤولية أخلاقية: يكون المرء مسؤولا امام سلطة الضمير ، 2- مسؤولية اجتماعية : يكون فيها مسؤولا أمام المجتمع ، و تنقسم الى مدنية و جنائية
الجزاء/ هو ما يترتب عن الفعل من ثواب أو عقاب . و العقـــــاب هو الحاق الضرر بصاحبه
ملاحظة/ يمكن اسعمال هذه المفاهيمن في المقدمة و الاشارة الى الى ان مشكلة
المسؤولية و الجزاء من المواضيع التي لا تزال تثير الجدل بين الفلاسفة و
أصحاب الاختصاص و المشكلة المطروحة هي :
هل الجزاء قصاص أم إصلاح ؟ هل له هدف أخلاقي أم اجتماعي ؟
-ا- رأي المثاليين/
الجزاء له غرض أخلاقي كالتكفير عن الذنوب و تطهير النفس من الدنس الذي لحق
بها ، و ينبغي أن يتساوى مع حجم الجريمة المقترفة إنصافا للعدالة و
التزاما بمبدأ القصــــاص.
الحجة عقلية / إن المجرم
حر يتصرف بإرادة و بامكانه الامتناع عن الفعل السيئ و هو كائن عاقل يميز
بين الخير و الشر ويعي أن الفعل الذي يقدم عليه جريمة يعاقب عليها القانون
فهو مسؤول مسؤولية فردية و هكذا يكون العقاب مشروعا حيث أصبح حقا من حقوقه
و لا بد من إنصافه قال الفيلسوف المثالي أفلاطون " "إن الله بريء و البشر
مسؤولون عن اختيارهم الحر" و نفس المبدأ نجده عند فرقة المعتزلة حيث
يعتبرون الإنسان خالق لأفعاله خيرة كانت أم شريرة يستحق الثواب اذا أحسن و
أصاب و يستحق العقاب إذا أساء الاختيار كذلك كانط يرى أن الشرير يختار
فعله السيئ بمحض إرادته بعيدا عن تأثير الأسباب و البواعث يقول هيجل " إن
إرادة الفرد متضمنة في تصرف المجرم و باعتبار العقوبة جزءا من حقه ففي ذلك
تشريف للمجرم من حيث هو كائن عاقل "
النقد / ان
هذا الموقف يحمل الفرد كامل المسؤولية عن افعاله و يعتبره حر في جميع
تصرفاته ، و ينظر الى الجريمة فقط متجاهلا ظروف المجرم و أحواله النفسية و
الاجتماعية التي يمكن أن تدفعه الى ارتكاب الجريمة و على هذا الاساس فان
العقاب وحده قد لا يحد من انتشار الجريمة بل العكس سيولد روح الانتقام
-ب- رأي الوضعيين– ان
الجزاء له هدف اجتماعي كالإصلاح والتربية من أجل وقاية المجتمع من الجريمة
، و ينبغي أن ننظر الى ظروف المجرم و أحواله المختلفة لأنه ليس حر بل
مدفوع الى الجريمة بواسطة الحتميات
( الحتمية النفسية )
ان السلوك الاجرامي في نظر مدرسة فرويد له دوافع نفسية لاشعورية فهو مرتبط
بالرغبات المكبوتة و النزوات الخفية و ما عاشه الفرد في حياته الماضية
مثلا عندما يفقد الطفل عطف و حنان والديه تتولد بداخله ميول عدوانيــــة،
كذالك السارق انما يهدف من وراء فعله الى استرجاع ما سلب منه في طفولته و
عليه ينبغي التعامل مع المجرمين كمرضى يجب معالجتهم بالتحليل النفسي . (الحتمية الاجتماعية) يرجع
العالم الايطالي انريكو فيري السلوك الاجرامي الى أسبــاب اجتماعية لأن
الفرد يتأثر ببيئته و يتصرف تبعا للجماعة التي ينتمي اليها يقول " ان
الجريمة ثمرة حتمية لظـــروف اجتمdـة
و تربوية خاصة " فانتشار الفقر و البطالة و التشرد و التفاوت الطبقي
الرهيب يدفع بالافراد الى الانحراف عن القانون بغية تأمين لقمة العيش أو
الكسب المزيد من الثروة على حساب الآخرين ، و عليه لا يمكن معــــــــالجة
مشكلة الاجرام الا باصلاح الاوضاع الاجتماعية كازالة الفوارق و توفير
مناصب شغل و غيرها من الحلول الوقائيــة .( الحتمية البيولوجية )
يرجع العالم الايطالي لامبروزو السلوك الإجرامي الى أسباب وراثية ،
فالمجرم له استعداد طبيعي للاجــرام ؛ يرث دوافع الجريمة المتمثلة في بعض
الخصائص الجسمية غير عادية كظهور نتـــــؤات في الجمجمة وجحوظ
العينيــــــــن و غيرها فتجعله متوحشا منذ البداية لا يمتثل للقانون فيقع
فريسة للجريمة و المجرمون خمسة أنواع ثلاثة منهم حالات خطيرة ينبغي
استاصالهم من المجتمع كحل وقائي و هم مجرمون بالفطرة و مجرمون بالجنون و
مجرمون بالعادة ، أما المجرميـــن بالعاطفة أو بالصدفة يمكن اصلاحهم و
اعادة دمجهم في المجتمع .
النقد / ان
إلغاء دور العقل و الارادة في الفعل الإجرامي لا يقي المجتمع من الجريمة ،
بل العكس سيدفع الى انتشـار الجريمة أكثر كونه يرفع المسؤولية عن المجرم ،
بحجة الأسباب النفسية اللاشعورية التي لا يزال الجدل قائم حولها أو تردي
الاوضاع الاجتماعية ؛ لو كان المجتمع هو المسؤول عن انحراف أفراده فكيف
نفسر التزام الكثير من الفقراء و المحتاجين بالأخلاق الفاضلة ؟ أما القول
بان الإجرام مرتبط بالعوامل البيولوجية أمر يكذبه الواقع لأننا نجد الكثير
من المجرمين لا يحملون تلك الصفات التي تحدث عنها لامبروزو و العكس صحيح ..
*التركيب و الحل *
- الجزاء
حسب ما نتتعامل به السلطات القضائية في هذا العصر قصاص و اصلاح في نفس
الوقت حيث يعاقب المجرم بالنظر الى خطورة الجريمة و نسبة المسؤولية
الفردية التي تجلت في فعله الاجرامي ، و تخفف اذا قلت هذه المسؤولية بسبب
الدوافع و الظروف المؤثرة
مقال - -1- هل المجتمع مسؤول عن انحراف أفـراده ؟
2- أثبت صحة الأطروحة التالية (المجرم مدفوع الى الجريمة )
اتمنى أن تفيدكم ان شاء الله
/Responsabilité هي تحمل الانسان لنتائج أفعاله حسنة كانت أم سيئة *-*
. شروطها/
1- الحرية: لا يكون المرء مسؤولا حتى يكون الفعل قد اختاره بمحض ارادته- 2
العقل/ لا يكون المر مسؤولا حتى يكون قادرا على التمييز بين الخير و الشر
، أي ان يكون راشدا و واعيا ، و قاصدا *-*أنواعــها / 1- مسؤولية أخلاقية: يكون المرء مسؤولا امام سلطة الضمير ، 2- مسؤولية اجتماعية : يكون فيها مسؤولا أمام المجتمع ، و تنقسم الى مدنية و جنائية
الجزاء/ هو ما يترتب عن الفعل من ثواب أو عقاب . و العقـــــاب هو الحاق الضرر بصاحبه
ملاحظة/ يمكن اسعمال هذه المفاهيمن في المقدمة و الاشارة الى الى ان مشكلة
المسؤولية و الجزاء من المواضيع التي لا تزال تثير الجدل بين الفلاسفة و
أصحاب الاختصاص و المشكلة المطروحة هي :
هل الجزاء قصاص أم إصلاح ؟ هل له هدف أخلاقي أم اجتماعي ؟
-ا- رأي المثاليين/
الجزاء له غرض أخلاقي كالتكفير عن الذنوب و تطهير النفس من الدنس الذي لحق
بها ، و ينبغي أن يتساوى مع حجم الجريمة المقترفة إنصافا للعدالة و
التزاما بمبدأ القصــــاص.
الحجة عقلية / إن المجرم
حر يتصرف بإرادة و بامكانه الامتناع عن الفعل السيئ و هو كائن عاقل يميز
بين الخير و الشر ويعي أن الفعل الذي يقدم عليه جريمة يعاقب عليها القانون
فهو مسؤول مسؤولية فردية و هكذا يكون العقاب مشروعا حيث أصبح حقا من حقوقه
و لا بد من إنصافه قال الفيلسوف المثالي أفلاطون " "إن الله بريء و البشر
مسؤولون عن اختيارهم الحر" و نفس المبدأ نجده عند فرقة المعتزلة حيث
يعتبرون الإنسان خالق لأفعاله خيرة كانت أم شريرة يستحق الثواب اذا أحسن و
أصاب و يستحق العقاب إذا أساء الاختيار كذلك كانط يرى أن الشرير يختار
فعله السيئ بمحض إرادته بعيدا عن تأثير الأسباب و البواعث يقول هيجل " إن
إرادة الفرد متضمنة في تصرف المجرم و باعتبار العقوبة جزءا من حقه ففي ذلك
تشريف للمجرم من حيث هو كائن عاقل "
النقد / ان
هذا الموقف يحمل الفرد كامل المسؤولية عن افعاله و يعتبره حر في جميع
تصرفاته ، و ينظر الى الجريمة فقط متجاهلا ظروف المجرم و أحواله النفسية و
الاجتماعية التي يمكن أن تدفعه الى ارتكاب الجريمة و على هذا الاساس فان
العقاب وحده قد لا يحد من انتشار الجريمة بل العكس سيولد روح الانتقام
-ب- رأي الوضعيين– ان
الجزاء له هدف اجتماعي كالإصلاح والتربية من أجل وقاية المجتمع من الجريمة
، و ينبغي أن ننظر الى ظروف المجرم و أحواله المختلفة لأنه ليس حر بل
مدفوع الى الجريمة بواسطة الحتميات
( الحتمية النفسية )
ان السلوك الاجرامي في نظر مدرسة فرويد له دوافع نفسية لاشعورية فهو مرتبط
بالرغبات المكبوتة و النزوات الخفية و ما عاشه الفرد في حياته الماضية
مثلا عندما يفقد الطفل عطف و حنان والديه تتولد بداخله ميول عدوانيــــة،
كذالك السارق انما يهدف من وراء فعله الى استرجاع ما سلب منه في طفولته و
عليه ينبغي التعامل مع المجرمين كمرضى يجب معالجتهم بالتحليل النفسي . (الحتمية الاجتماعية) يرجع
العالم الايطالي انريكو فيري السلوك الاجرامي الى أسبــاب اجتماعية لأن
الفرد يتأثر ببيئته و يتصرف تبعا للجماعة التي ينتمي اليها يقول " ان
الجريمة ثمرة حتمية لظـــروف اجتمdـة
و تربوية خاصة " فانتشار الفقر و البطالة و التشرد و التفاوت الطبقي
الرهيب يدفع بالافراد الى الانحراف عن القانون بغية تأمين لقمة العيش أو
الكسب المزيد من الثروة على حساب الآخرين ، و عليه لا يمكن معــــــــالجة
مشكلة الاجرام الا باصلاح الاوضاع الاجتماعية كازالة الفوارق و توفير
مناصب شغل و غيرها من الحلول الوقائيــة .( الحتمية البيولوجية )
يرجع العالم الايطالي لامبروزو السلوك الإجرامي الى أسباب وراثية ،
فالمجرم له استعداد طبيعي للاجــرام ؛ يرث دوافع الجريمة المتمثلة في بعض
الخصائص الجسمية غير عادية كظهور نتـــــؤات في الجمجمة وجحوظ
العينيــــــــن و غيرها فتجعله متوحشا منذ البداية لا يمتثل للقانون فيقع
فريسة للجريمة و المجرمون خمسة أنواع ثلاثة منهم حالات خطيرة ينبغي
استاصالهم من المجتمع كحل وقائي و هم مجرمون بالفطرة و مجرمون بالجنون و
مجرمون بالعادة ، أما المجرميـــن بالعاطفة أو بالصدفة يمكن اصلاحهم و
اعادة دمجهم في المجتمع .
النقد / ان
إلغاء دور العقل و الارادة في الفعل الإجرامي لا يقي المجتمع من الجريمة ،
بل العكس سيدفع الى انتشـار الجريمة أكثر كونه يرفع المسؤولية عن المجرم ،
بحجة الأسباب النفسية اللاشعورية التي لا يزال الجدل قائم حولها أو تردي
الاوضاع الاجتماعية ؛ لو كان المجتمع هو المسؤول عن انحراف أفراده فكيف
نفسر التزام الكثير من الفقراء و المحتاجين بالأخلاق الفاضلة ؟ أما القول
بان الإجرام مرتبط بالعوامل البيولوجية أمر يكذبه الواقع لأننا نجد الكثير
من المجرمين لا يحملون تلك الصفات التي تحدث عنها لامبروزو و العكس صحيح ..
*التركيب و الحل *
- الجزاء
حسب ما نتتعامل به السلطات القضائية في هذا العصر قصاص و اصلاح في نفس
الوقت حيث يعاقب المجرم بالنظر الى خطورة الجريمة و نسبة المسؤولية
الفردية التي تجلت في فعله الاجرامي ، و تخفف اذا قلت هذه المسؤولية بسبب
الدوافع و الظروف المؤثرة
مقال - -1- هل المجتمع مسؤول عن انحراف أفـراده ؟
2- أثبت صحة الأطروحة التالية (المجرم مدفوع الى الجريمة )
المسؤوليـة/Responsabilité هي تحمل الانسان لنتائج أفعاله حسنة كانت أم سيئة *-*
. شروطها/
1- الحرية: لا يكون المرء مسؤولا حتى يكون الفعل قد اختاره بمحض ارادته- 2
العقل/ لا يكون المر مسؤولا حتى يكون قادرا على التمييز بين الخير و الشر
، أي ان يكون راشدا و واعيا ، و قاصدا *-*أنواعــها / 1- مسؤولية أخلاقية: يكون المرء مسؤولا امام سلطة الضمير ، 2- مسؤولية اجتماعية : يكون فيها مسؤولا أمام المجتمع ، و تنقسم الى مدنية و جنائية
الجزاء/ هو ما يترتب عن الفعل من ثواب أو عقاب . و العقـــــاب هو الحاق الضرر بصاحبه
ملاحظة/ يمكن اسعمال هذه المفاهيمن في المقدمة و الاشارة الى الى ان مشكلة
المسؤولية و الجزاء من المواضيع التي لا تزال تثير الجدل بين الفلاسفة و
أصحاب الاختصاص و المشكلة المطروحة هي :
هل الجزاء قصاص أم إصلاح ؟ هل له هدف أخلاقي أم اجتماعي ؟
-ا- رأي المثاليين/
الجزاء له غرض أخلاقي كالتكفير عن الذنوب و تطهير النفس من الدنس الذي لحق
بها ، و ينبغي أن يتساوى مع حجم الجريمة المقترفة إنصافا للعدالة و
التزاما بمبدأ القصــــاص.
الحجة عقلية / إن المجرم
حر يتصرف بإرادة و بامكانه الامتناع عن الفعل السيئ و هو كائن عاقل يميز
بين الخير و الشر ويعي أن الفعل الذي يقدم عليه جريمة يعاقب عليها القانون
فهو مسؤول مسؤولية فردية و هكذا يكون العقاب مشروعا حيث أصبح حقا من حقوقه
و لا بد من إنصافه قال الفيلسوف المثالي أفلاطون " "إن الله بريء و البشر
مسؤولون عن اختيارهم الحر" و نفس المبدأ نجده عند فرقة المعتزلة حيث
يعتبرون الإنسان خالق لأفعاله خيرة كانت أم شريرة يستحق الثواب اذا أحسن و
أصاب و يستحق العقاب إذا أساء الاختيار كذلك كانط يرى أن الشرير يختار
فعله السيئ بمحض إرادته بعيدا عن تأثير الأسباب و البواعث يقول هيجل " إن
إرادة الفرد متضمنة في تصرف المجرم و باعتبار العقوبة جزءا من حقه ففي ذلك
تشريف للمجرم من حيث هو كائن عاقل "
النقد / ان
هذا الموقف يحمل الفرد كامل المسؤولية عن افعاله و يعتبره حر في جميع
تصرفاته ، و ينظر الى الجريمة فقط متجاهلا ظروف المجرم و أحواله النفسية و
الاجتماعية التي يمكن أن تدفعه الى ارتكاب الجريمة و على هذا الاساس فان
العقاب وحده قد لا يحد من انتشار الجريمة بل العكس سيولد روح الانتقام
-ب- رأي الوضعيين– ان
الجزاء له هدف اجتماعي كالإصلاح والتربية من أجل وقاية المجتمع من الجريمة
، و ينبغي أن ننظر الى ظروف المجرم و أحواله المختلفة لأنه ليس حر بل
مدفوع الى الجريمة بواسطة الحتميات
( الحتمية النفسية )
ان السلوك الاجرامي في نظر مدرسة فرويد له دوافع نفسية لاشعورية فهو مرتبط
بالرغبات المكبوتة و النزوات الخفية و ما عاشه الفرد في حياته الماضية
مثلا عندما يفقد الطفل عطف و حنان والديه تتولد بداخله ميول عدوانيــــة،
كذالك السارق انما يهدف من وراء فعله الى استرجاع ما سلب منه في طفولته و
عليه ينبغي التعامل مع المجرمين كمرضى يجب معالجتهم بالتحليل النفسي . (الحتمية الاجتماعية) يرجع
العالم الايطالي انريكو فيري السلوك الاجرامي الى أسبــاب اجتماعية لأن
الفرد يتأثر ببيئته و يتصرف تبعا للجماعة التي ينتمي اليها يقول " ان
الجريمة ثمرة حتمية لظـــروف اجتمdـة
و تربوية خاصة " فانتشار الفقر و البطالة و التشرد و التفاوت الطبقي
الرهيب يدفع بالافراد الى الانحراف عن القانون بغية تأمين لقمة العيش أو
الكسب المزيد من الثروة على حساب الآخرين ، و عليه لا يمكن معــــــــالجة
مشكلة الاجرام الا باصلاح الاوضاع الاجتماعية كازالة الفوارق و توفير
مناصب شغل و غيرها من الحلول الوقائيــة .( الحتمية البيولوجية )
يرجع العالم الايطالي لامبروزو السلوك الإجرامي الى أسباب وراثية ،
فالمجرم له استعداد طبيعي للاجــرام ؛ يرث دوافع الجريمة المتمثلة في بعض
الخصائص الجسمية غير عادية كظهور نتـــــؤات في الجمجمة وجحوظ
العينيــــــــن و غيرها فتجعله متوحشا منذ البداية لا يمتثل للقانون فيقع
فريسة للجريمة و المجرمون خمسة أنواع ثلاثة منهم حالات خطيرة ينبغي
استاصالهم من المجتمع كحل وقائي و هم مجرمون بالفطرة و مجرمون بالجنون و
مجرمون بالعادة ، أما المجرميـــن بالعاطفة أو بالصدفة يمكن اصلاحهم و
اعادة دمجهم في المجتمع .
النقد / ان
إلغاء دور العقل و الارادة في الفعل الإجرامي لا يقي المجتمع من الجريمة ،
بل العكس سيدفع الى انتشـار الجريمة أكثر كونه يرفع المسؤولية عن المجرم ،
بحجة الأسباب النفسية اللاشعورية التي لا يزال الجدل قائم حولها أو تردي
الاوضاع الاجتماعية ؛ لو كان المجتمع هو المسؤول عن انحراف أفراده فكيف
نفسر التزام الكثير من الفقراء و المحتاجين بالأخلاق الفاضلة ؟ أما القول
بان الإجرام مرتبط بالعوامل البيولوجية أمر يكذبه الواقع لأننا نجد الكثير
من المجرمين لا يحملون تلك الصفات التي تحدث عنها لامبروزو و العكس صحيح ..
*التركيب و الحل *
- الجزاء
حسب ما نتتعامل به السلطات القضائية في هذا العصر قصاص و اصلاح في نفس
الوقت حيث يعاقب المجرم بالنظر الى خطورة الجريمة و نسبة المسؤولية
الفردية التي تجلت في فعله الاجرامي ، و تخفف اذا قلت هذه المسؤولية بسبب
الدوافع و الظروف المؤثرة
مقال - -1- هل المجتمع مسؤول عن انحراف أفـراده ؟
2- أثبت صحة الأطروحة التالية (المجرم مدفوع الى الجريمة )
اتمنى أن تفيدكم ان شاء الله
/Responsabilité هي تحمل الانسان لنتائج أفعاله حسنة كانت أم سيئة *-*
. شروطها/
1- الحرية: لا يكون المرء مسؤولا حتى يكون الفعل قد اختاره بمحض ارادته- 2
العقل/ لا يكون المر مسؤولا حتى يكون قادرا على التمييز بين الخير و الشر
، أي ان يكون راشدا و واعيا ، و قاصدا *-*أنواعــها / 1- مسؤولية أخلاقية: يكون المرء مسؤولا امام سلطة الضمير ، 2- مسؤولية اجتماعية : يكون فيها مسؤولا أمام المجتمع ، و تنقسم الى مدنية و جنائية
الجزاء/ هو ما يترتب عن الفعل من ثواب أو عقاب . و العقـــــاب هو الحاق الضرر بصاحبه
ملاحظة/ يمكن اسعمال هذه المفاهيمن في المقدمة و الاشارة الى الى ان مشكلة
المسؤولية و الجزاء من المواضيع التي لا تزال تثير الجدل بين الفلاسفة و
أصحاب الاختصاص و المشكلة المطروحة هي :
هل الجزاء قصاص أم إصلاح ؟ هل له هدف أخلاقي أم اجتماعي ؟
-ا- رأي المثاليين/
الجزاء له غرض أخلاقي كالتكفير عن الذنوب و تطهير النفس من الدنس الذي لحق
بها ، و ينبغي أن يتساوى مع حجم الجريمة المقترفة إنصافا للعدالة و
التزاما بمبدأ القصــــاص.
الحجة عقلية / إن المجرم
حر يتصرف بإرادة و بامكانه الامتناع عن الفعل السيئ و هو كائن عاقل يميز
بين الخير و الشر ويعي أن الفعل الذي يقدم عليه جريمة يعاقب عليها القانون
فهو مسؤول مسؤولية فردية و هكذا يكون العقاب مشروعا حيث أصبح حقا من حقوقه
و لا بد من إنصافه قال الفيلسوف المثالي أفلاطون " "إن الله بريء و البشر
مسؤولون عن اختيارهم الحر" و نفس المبدأ نجده عند فرقة المعتزلة حيث
يعتبرون الإنسان خالق لأفعاله خيرة كانت أم شريرة يستحق الثواب اذا أحسن و
أصاب و يستحق العقاب إذا أساء الاختيار كذلك كانط يرى أن الشرير يختار
فعله السيئ بمحض إرادته بعيدا عن تأثير الأسباب و البواعث يقول هيجل " إن
إرادة الفرد متضمنة في تصرف المجرم و باعتبار العقوبة جزءا من حقه ففي ذلك
تشريف للمجرم من حيث هو كائن عاقل "
النقد / ان
هذا الموقف يحمل الفرد كامل المسؤولية عن افعاله و يعتبره حر في جميع
تصرفاته ، و ينظر الى الجريمة فقط متجاهلا ظروف المجرم و أحواله النفسية و
الاجتماعية التي يمكن أن تدفعه الى ارتكاب الجريمة و على هذا الاساس فان
العقاب وحده قد لا يحد من انتشار الجريمة بل العكس سيولد روح الانتقام
-ب- رأي الوضعيين– ان
الجزاء له هدف اجتماعي كالإصلاح والتربية من أجل وقاية المجتمع من الجريمة
، و ينبغي أن ننظر الى ظروف المجرم و أحواله المختلفة لأنه ليس حر بل
مدفوع الى الجريمة بواسطة الحتميات
( الحتمية النفسية )
ان السلوك الاجرامي في نظر مدرسة فرويد له دوافع نفسية لاشعورية فهو مرتبط
بالرغبات المكبوتة و النزوات الخفية و ما عاشه الفرد في حياته الماضية
مثلا عندما يفقد الطفل عطف و حنان والديه تتولد بداخله ميول عدوانيــــة،
كذالك السارق انما يهدف من وراء فعله الى استرجاع ما سلب منه في طفولته و
عليه ينبغي التعامل مع المجرمين كمرضى يجب معالجتهم بالتحليل النفسي . (الحتمية الاجتماعية) يرجع
العالم الايطالي انريكو فيري السلوك الاجرامي الى أسبــاب اجتماعية لأن
الفرد يتأثر ببيئته و يتصرف تبعا للجماعة التي ينتمي اليها يقول " ان
الجريمة ثمرة حتمية لظـــروف اجتمdـة
و تربوية خاصة " فانتشار الفقر و البطالة و التشرد و التفاوت الطبقي
الرهيب يدفع بالافراد الى الانحراف عن القانون بغية تأمين لقمة العيش أو
الكسب المزيد من الثروة على حساب الآخرين ، و عليه لا يمكن معــــــــالجة
مشكلة الاجرام الا باصلاح الاوضاع الاجتماعية كازالة الفوارق و توفير
مناصب شغل و غيرها من الحلول الوقائيــة .( الحتمية البيولوجية )
يرجع العالم الايطالي لامبروزو السلوك الإجرامي الى أسباب وراثية ،
فالمجرم له استعداد طبيعي للاجــرام ؛ يرث دوافع الجريمة المتمثلة في بعض
الخصائص الجسمية غير عادية كظهور نتـــــؤات في الجمجمة وجحوظ
العينيــــــــن و غيرها فتجعله متوحشا منذ البداية لا يمتثل للقانون فيقع
فريسة للجريمة و المجرمون خمسة أنواع ثلاثة منهم حالات خطيرة ينبغي
استاصالهم من المجتمع كحل وقائي و هم مجرمون بالفطرة و مجرمون بالجنون و
مجرمون بالعادة ، أما المجرميـــن بالعاطفة أو بالصدفة يمكن اصلاحهم و
اعادة دمجهم في المجتمع .
النقد / ان
إلغاء دور العقل و الارادة في الفعل الإجرامي لا يقي المجتمع من الجريمة ،
بل العكس سيدفع الى انتشـار الجريمة أكثر كونه يرفع المسؤولية عن المجرم ،
بحجة الأسباب النفسية اللاشعورية التي لا يزال الجدل قائم حولها أو تردي
الاوضاع الاجتماعية ؛ لو كان المجتمع هو المسؤول عن انحراف أفراده فكيف
نفسر التزام الكثير من الفقراء و المحتاجين بالأخلاق الفاضلة ؟ أما القول
بان الإجرام مرتبط بالعوامل البيولوجية أمر يكذبه الواقع لأننا نجد الكثير
من المجرمين لا يحملون تلك الصفات التي تحدث عنها لامبروزو و العكس صحيح ..
*التركيب و الحل *
- الجزاء
حسب ما نتتعامل به السلطات القضائية في هذا العصر قصاص و اصلاح في نفس
الوقت حيث يعاقب المجرم بالنظر الى خطورة الجريمة و نسبة المسؤولية
الفردية التي تجلت في فعله الاجرامي ، و تخفف اذا قلت هذه المسؤولية بسبب
الدوافع و الظروف المؤثرة
مقال - -1- هل المجتمع مسؤول عن انحراف أفـراده ؟
2- أثبت صحة الأطروحة التالية (المجرم مدفوع الى الجريمة )