السلام عليكم ورحمة الله
الى الجميع تحية طيبه
هذا الموضوع يختص بشخصية فارس من فرسان الجاهلية من قبيلة بني عبس وهو فارس لايشق له غبار رفع من شأن قومه كثيرا من خلال معاركه وبرزت فروسيته في بني عبس وهو الذي جعل قبيلته قوية بسببة فروسيته وشجاعته فمن من القبائل لايعرف عنتر بشداد ........
1-نسبه
في نسب عنترة روايات متعددة أبرزها :
* عنترة بن شداد بن معاويه بن ذهل بن قراد بن مخزوم بن ربيعه بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس
* عنترة بن شداد بن معاوية بن قراد أحد بني مخزوم بن عوذ بن غالب
* عنترة بن عمرو بن شداد بن قراد بن مخزوم بن عوف بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس بن بغيض
وغيرها من الروايات التي تبقي نسب عنترة مضطربا ذلك أنه نشأ عبدا ً مغمورا ً لم يعترف به أبوه الا متأخرا
2- مولده :
من السائد لدى المؤرخين أن حرب داحس والغبراء قد إنتهت قبل الاسلام بقليل أي قرابة سنة 600 للميلاد وكانت هذه الحرب قد إستغرقت أربعين سنة ، لذلك نستطيع أن نتوقع ولادة عنترة بحدود سنة 530 م لانه شهد بدء هذه الحرب واشترك فيها حتى نهايتها ، وقد تم هذا التوقع لمولده لانه ينسجم مع نصوص عديدة وردت عن اجتماع عنترة بعمرو بن معد بن يكرب ومعاصرته لعروة بن الورد وغيره من شعراء تلك الفترة..
3-نشأته :
يروى أن أباه قد وقع على أمة حبشية يقال لها زبيبة فأولدها عنترة ، وكان العرب في الجاهلية إذا كان للرجل منهم ولد من أمة إستعبده ، وقد ظلت عبودية عنترة فترة من الزمن لان أباه حرره بعد الكبر ولهذه الحرية قصة يذكرها الباحثون ان امه الحبشية أتت به الى والده فقال لاولاده ((إن هدا الغلام ولدي )) قالوا كذبت أنت شيخ وقد خرفت تدعي أولاد الناس فلما شب قالوا له : إذهب فارع الغنم ، فانطلق يرعى وباع منها واشترى سيفا ورمحا وترسا ودرعا ودفنها في الرمل . ولئن كان هذا الخبر أقرب الى الاسطورة منه الى الواقع فانه يؤكد حرص عنترة على تعلم الفروسية وفنون القتال منذ صغره ، وهو الذي كان يشعر بدافع من لونه أن افعاله وبطولته وشجاعته أمور لا ترتبط بألنشأة قدر إرتباطها بالنفس وسموها..
4-فروسيته :
كانت حروب داحس والغبراء الميدان الفسيح الذي ظهرت فيه فروسية عنتر وشجاعته ، وأخبار هذه الحرب تقترن مع الكثير من المواقع والايام ومنها يوم ((الفروق)) حيث اصدمت عبس بتميم ودارت رحى الحرب بينهما فأقدم عنترة في هذه المعركة وقتل معاوية بن نزال وافتخر بقومه حين قال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة](كنا مائة لم نكثر فنتكل ولم نقل فنذل )). ومنها أيضا معركة ((ذات الجراجر )) بين ذبيان وحليفاتها من جهة وبين بني عبس من جهة أخرى ودام القتال يومين وقد أظهر عنترة في هذه الحرب شجاعة لاتوصف . ثم أرادت عبس النزول على بني سليم فوقعت معركة ضارية انهزم فيها بنو عبس وفروا ولكن عنترة ظل واقفا ً دون النساء يدافع عنهن حتى عادت الخيل واحتدمت المعركة من جيد وكان الفوز لابني عبس والاخبار عن فروسية عنترة وشجاعته كثيرة ونكتفي منها بهذا الخبر البارز حين قيل لعنترة : أنت أشجع الناس وأشدها
فقال : لا ، قيل : فبم إذا ًشاع لك هذا في الناس ؟ قال :
((كنت أقدم إذا رأيت الاقدام عزما وأحجم إذا رأيت الاحجام حزما ً ولا أدخل موضعا ً لا أرى لي منه مخرجا ، وكنت أعتمد الضعيف الجبان فأضربه الضربة الهائلة يطير لها قلب الشجاع فأثني عليه فأقتله))..
5- وفاته :
اختلف الرواة في نهاية عنترة كما في سائر أخباره ، فتعددت الروايات ومنها أن عنترة (( خرج فهاجت رائحة من صيف وهبت نافخة فأصابت الشيخ فوجدوه ميتا بينهم )) وكان عنترة قد كبر وعجز كما يبدو من الرواية ومنها أيضا (( أنه أغر على بني نبهان من طيء فأطرد لهم طريدة وهو شيخ كبير فجعل يرتجز وهو يطردها ويقول :
آثار ظلمان ٍ بقاع ٍ مجدب
قال : وكان وزر بن جابر النبهاني في فتوة فرماه وقال خذها وأنا ابن سلمى فقطع مطاه ، فتحامل بالرمية حتى أتى أهله وهو مجروح)) ومن أخبار وفاته ((أنه غزا طيء مع قومه فانهزمت عبس فخر عن فرسه ولم يقدر من الكبر أن يعود فيركب فدخل دغلا ً وأبصره ربيئة طيء فنزل إليه وهاب أن يأخذه أسيراً فرماه وقتله )) ويزعمون أن الذي قتله يلقب بالاسد الرهيص وهو القائل :
أنا الاسد الرهيص قتلت عمرا ً @@ وعنترة الفوارس قد قتلت
قصائده يقول
ما زلت مرتقيا الى العليـــــــــاء @@ حتى بلغت الى ذرى الجوزاء
فهناك لا ألوي على من لامـنــي @@ خوف اللمات وفرقة الاحيـاء
فلاغضبن عواذلي وحواســـدي @@ ولاصبرن على قلًى وجــواء
ولاجهدن على اللقاء لكــي أرى @@ ما أرتجيه أو يحين قضائــي
ولاحمين النفس عن شهواتهـــا @@ حتى أرى ذا ذمة ٍ ووفـــــاء
من كان يجحدني فقد برح الخفا @@ ما كنت أكتمه عن الرقبـــــاء
ما سائي لوني وإسم زبيبـــــــة @@ إذ قصرت عن همتي أعدائي
فلئن بقيت لاصنعن عجائبــــــــا @@ ولابكمن بلاغة الفصحــــــاء
ويقول ايضا :
لئن أك أسوداً ، فالمسك لوني @@ وما لسواد جلدي من دواء
ولكن تعبد الفحشاء عنـــــــي @@ كبعد الارض عن جو السماء
ويقول أيضا :
إني آمرؤ مني السماحة والندى @@ والبأس أخلاق أصبت لبابهــا
وأنا الربيع لمن يحل بساحتــــي @@ أسدٌ اذا ما الحرب أبدت نابها
واذا لقيت كتيبة طاعنتهـــــــــــا @@ وسلبتها يوم اللقاء عقابهـــا
فاذهب فأنت نعامة مذعـــــورة @@ ودع الرجال قتالها وسبابهــا
ويقول في ابنه عمه عبلة :
الا يا عبل قد زاد التصابـــــــي @@ ولج اليوم قومك في عذابـــــي
وظل هواك ينمو كل يـــــــــوم @@ كما ينمو مشيبي في شبابــــي
عتبت صروف دهري فيك حتى @@ فني وأبيك عمري في العتابـي
ولاقيت العدى وحفظت قومــــا @@ أضاعوني ولم يرعوا جنابـــي
سلي يا عبلُ عنا يوم زرنــــــــا @@ قبائل عامر وبني كـــــــــــلابِ
وكم من فارس خليته ملقــــــى @@ خضيب الراحتين بلا خضــــابِ
يحرك رجله رعبا وفيــــــــــــه @@ سنان الرمح يلمع كالشهـــــابِ
قتلنا منهم مئتين حـــــــــــــرا ً @@ وألفا في الشعاب وفي الهضابِ
ويقول أيضا :
إذا كان دمعي شاهدي كيف أجحـــد @@ ونار اشتياقي في الحشا تتوقـــــدُ
وهيهات يجفي ما اكن من الهــــوى @@ وثوب سقامي كل يوم يــــــــجددُ
أقاتل أِواقي بصبري تجلــــــــــــــدا @@ وقلبي قيد الغرام مقيـــــــــــــــــد
الى الله أشكو جور قومي وظلمهــم @@ إذا لم أجد خلا في قيد الغرام مقيد
خليلي أمسى حب عبلة قاتلــــــــــي @@ وبأسي شديد والحسام مهنــــــــد
حرام علي النوم يا ابنة مالـــــــــــك @@ ومن فرشه جمر الغضا كيف يرقد؟
سأندب حتى يعلم الطير أننـــــــــــي @@ حزين ويرثي لي الحمام المغــــرد
وألثم أرضا أنت فيها مقيمــــــــــــة @@ لعل لهيبي من ثرى الارض يبـــرد
رحلت وقلبي يا ابنة العم تائــــــــــه @@ على أُر الاظعان للركب ينشــــــــد
لئن يشمت بي الاعداء يا ابنة مالك ٍ @@ فان ودادي مثلما كان يعهـــــــــــد
وهناك قصة بينه وبين أحد القبائل يقال أن حمل عنترة فطعن حصين بن ضمضم المري فألقاه عن فرسه ومضى لعنترة الفرس في صفهم وركب حصين وتواثق هو وأصحابه أن يحملوا على عنترة حملة رجل واحد فلما مر بين الصفين ، حمل عليه حصين وأصحابه فطعنه حصين في وجهه وظن أنه فقأ عينه وردعه عن القوم بتلك الطعنة وحمل دريد بن ضمضم المري فقتل معاوية بن شداد عم عنترة ، فقال حصين في ذلك :
أما بنو عبس ٍ فان زعميهـــم @@ أحلت فوراسه فأفلت أعـــورا
لما رأيت العبد وسط صفوفـنا @@ متكررا أكرهت فيه الاسـمرا
فرددت جمع السراة ســـواده @@ ورددته عن صف مرة مدبرا
لما رأى فرسان مرة والقنــــا @@ لم يستطيع لقناهم أن يصــبرا
تركت بوجه العبد طول حياته @@ أرماح مرة والاسنة منظـــرا
وتركن في كر الفوارس عمـه @@ شلوا بمعترك الكماة مجــزرا
فحمل قيس على الخيل فضرب دريد بن ضمضم فصرعه ومسح عنترة الدم عن وجهه وشد على حصين فما رآه ولى وترك أخاه دريدا ، فأدركه عنترة فطعنه فوقع السنان في مقعدته ، فألأصقه بالسرج ثم حمل على حصين وهو يقول :
اصبر حصين لمن تركت بوجهه @@ أثرا ً فاني لا إخالك تصــــــــبرُ
ما سرني أن القناة تحرفـــــــــت @@ عما أصابت من حجاج المحجر
إن الكريم ندوبه في وجهــــــــه @@ وندوب مرة لاترى في المنحـر
لكن في أكتافهم ونحورهـــــــــم @@ فبذاك فافخر بئس ذاك المفخـر
ويقول في فخره بنفسه :
ألآ من مبلغ أهل الجحـــــــود @@ مقال فتى وفي بالعهـــــــــود
شأخرج للبراز خلي بـــــــــالٍ @@ بقلبٍ قدَّ من زبر الحديـــــــــد
واطعن بالقنا حتى يرانـــــــي @@ عدوي بكالشرارة من بعيـــــد
إذا ما الحرب دارت لي رحاها @@ وطاب الموت للرجل الشديـــد
ترى بيضاً تشعشع في لظاهـا @@ قد التصقت بأعضاد الزنــــود
فأقحمها ولكن مع رجــــــــالٍ @@ كأن قلوبها حجر الصعيـــــــد
وخيلٍ عودت خوض المنايـــا @@ تشيب مفرق الطفل الوليــــــد
سأحمل بالاسود على أســـودٍ @@ وأخضب ساعدي بدم الاسود
بمملكة عليها تاج عـــــــــــز @@ وقومٍ من بني عبسٍ شــــهود
فأما القائلون : هزبر قــــــومٍ @@ فذاك الفخر لا شرف الجـــدود
وأما القائلون : قتيل طعـــــنٍ @@ فذلك مصرع البطل الجلـــــــيد
ويقول أيضا :
إذا كشف الزمان لك القناعــــــــا @@ ود إليك صرف الدهر باعـــــــا
فلا تخش المنية وألقينهـــــــــــا @@ ودافع ما استطعت لها دفاعــــا
ولا تختر فراشا من حريـــــــــر @@ ولا تبك المنازل والبقاعــــــــــا
وحولك نسوة يندبن حزنـــــــــا @@ ويهتكن البراقع واللفاعــــــــــا
يقول لك الطبيب دواك عنـــــدي @@ إذا ما جس كفك والذراعــــــــا
ولو عرف الطبيـــــب دواء داء ٍ @@ يرد الموت ما قاسى النزاعــــا
وفي يوم المصانع قد تركنـــــــا @@ لنا بفعالنا خبرا مشاعـــــــــــــا
أقمنا بالذوابل سوق حـــــــرب ٍ @@ وصيرنا النفوس لها متاعـــــــا
حصاني كان دلال المنايـــــــــــا @@ فخاض غمارها وشرى وباعـــا
وسيفي كان في الهيجا طبيبــــا @@ يداوي رأس من يشكو الصداعا
أنا العبد الذي خبرت عنـــــــــه @@ وقد عاينتي فدع السماعــــــــــا
ولو أرسلت رمحي مع جبـــان ٍ @@ لكان بهيبتي يلقى السباعـــــــــا
ملات الارض خوفا من حسامي @@ وخصمي لم يجد فيها اتساعــــا
اذا الابطال فرت خوف بأســــي @@ ترى الاقاطار باعا أو ذراعــــــا
وله أيضا من القصائد الجميله :
قف بالديار وصح الى بيداهـــــــــــا @@ فعسى الديار تجيب من ناداهــــا
دار يفوح المسك من عرصاتـهــــــا @@ والعود والند الذكي جناهـــــــــا
دار لعبلة شط عنك مزارهـــــــــــــا @@ ونأت لعمري ما أراك تراهــــــــا
ما بال عينيك لاتمل من البكـــــــــــا @@ رمد بعينيك أم جفاك كراهـــــــــا
يا صاحبي قف بالمطايا ساعـــــــــة @@ في دار عبلة سائلا مغناهـــــــــا
أم كيف تسأل دمنة ً عاديـــــــــــــة @@ سفت الجنوب دمانها وثراهــــــا
يا عبل قد هام الفؤاد بدوركـــــــــم @@ وأرى ديوني ما يحل قضاهـــــــا
يا عبل إن تبكي علي بحرقـــــــــــة @@ فلطالما بكت الرجال نساهـــــــــا
يا عبلُ إني في الكريهة ضيغــــــــمٌ @@ شرس إذا ما الطعن شق جباهــا
ودنت كباش ٍ من كباش تصطلـــــي @@ نار الكريهة أو تخوض لظاهــــا
ودنا الشجاع من الشجاع وأشرعت @@ سمر الرماح على اختلاف قناهـا
فهناك أطعن في الوغى فرسانهـــــا @@ طعنا يشق قلوبها وكلاهــــــــــا
وسلي الفوارس يخبرونك بهمتــــي @@ ومواقفي في الحرب حين أطاها
وأزيدها من نار حربي شعلــــــــــة @@ وأثيرها حتى تدور رحاهـــــــــا
وأكر فيهم في لهيب شعاعهـــــــــا @@ وأكون أول واقد ٍ يصلاهـــــــــا
وأكون أول ضارب ٍ بمهـــــــــــــند @@ يفري الجماجم لايريد سواهـــــا
وأكون أول فارس ٍ يغشى الوغـــــا @@ فأقود أول فارس يغشاهــــــــــا
والخيل تعلم والوفارس أنــــــــــني @@ شيخ الحروب وكهلها وفتاهــــا
يا عبل كم من فارس ٍ خليتـــــــــــه @@ في وسط رابية يعد حصاهــــــا
يا عبل كم من حلرة خليتهـــــــــــــا @@ تبكي وتنعى بعلها وأخاهــــــــا
يا عبل كم من مهرةٍ غادرتـــــــــهـا @@ من بعد صاحبها تجر خطاهــــا
يا عبل لو أني لقيت كتيبـــــــــــــــةً @@ سبعين ألفا ما رهبت لقاهــــــــا
وأنا المنيةُ وابن كل منيـــــــــــــــةٍ @@ وسواد جلدي ثوبها ورداهـــــا
وهناك قصائد أخرى وعدية وإنشاءالله سأوافيكم بها حال الانتهاء من الكتابة وسوف أورد قصائده كاملة باذن الله
تحياتي للجميع
الى الجميع تحية طيبه
هذا الموضوع يختص بشخصية فارس من فرسان الجاهلية من قبيلة بني عبس وهو فارس لايشق له غبار رفع من شأن قومه كثيرا من خلال معاركه وبرزت فروسيته في بني عبس وهو الذي جعل قبيلته قوية بسببة فروسيته وشجاعته فمن من القبائل لايعرف عنتر بشداد ........
1-نسبه
في نسب عنترة روايات متعددة أبرزها :
* عنترة بن شداد بن معاويه بن ذهل بن قراد بن مخزوم بن ربيعه بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس
* عنترة بن شداد بن معاوية بن قراد أحد بني مخزوم بن عوذ بن غالب
* عنترة بن عمرو بن شداد بن قراد بن مخزوم بن عوف بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس بن بغيض
وغيرها من الروايات التي تبقي نسب عنترة مضطربا ذلك أنه نشأ عبدا ً مغمورا ً لم يعترف به أبوه الا متأخرا
2- مولده :
من السائد لدى المؤرخين أن حرب داحس والغبراء قد إنتهت قبل الاسلام بقليل أي قرابة سنة 600 للميلاد وكانت هذه الحرب قد إستغرقت أربعين سنة ، لذلك نستطيع أن نتوقع ولادة عنترة بحدود سنة 530 م لانه شهد بدء هذه الحرب واشترك فيها حتى نهايتها ، وقد تم هذا التوقع لمولده لانه ينسجم مع نصوص عديدة وردت عن اجتماع عنترة بعمرو بن معد بن يكرب ومعاصرته لعروة بن الورد وغيره من شعراء تلك الفترة..
3-نشأته :
يروى أن أباه قد وقع على أمة حبشية يقال لها زبيبة فأولدها عنترة ، وكان العرب في الجاهلية إذا كان للرجل منهم ولد من أمة إستعبده ، وقد ظلت عبودية عنترة فترة من الزمن لان أباه حرره بعد الكبر ولهذه الحرية قصة يذكرها الباحثون ان امه الحبشية أتت به الى والده فقال لاولاده ((إن هدا الغلام ولدي )) قالوا كذبت أنت شيخ وقد خرفت تدعي أولاد الناس فلما شب قالوا له : إذهب فارع الغنم ، فانطلق يرعى وباع منها واشترى سيفا ورمحا وترسا ودرعا ودفنها في الرمل . ولئن كان هذا الخبر أقرب الى الاسطورة منه الى الواقع فانه يؤكد حرص عنترة على تعلم الفروسية وفنون القتال منذ صغره ، وهو الذي كان يشعر بدافع من لونه أن افعاله وبطولته وشجاعته أمور لا ترتبط بألنشأة قدر إرتباطها بالنفس وسموها..
4-فروسيته :
كانت حروب داحس والغبراء الميدان الفسيح الذي ظهرت فيه فروسية عنتر وشجاعته ، وأخبار هذه الحرب تقترن مع الكثير من المواقع والايام ومنها يوم ((الفروق)) حيث اصدمت عبس بتميم ودارت رحى الحرب بينهما فأقدم عنترة في هذه المعركة وقتل معاوية بن نزال وافتخر بقومه حين قال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة](كنا مائة لم نكثر فنتكل ولم نقل فنذل )). ومنها أيضا معركة ((ذات الجراجر )) بين ذبيان وحليفاتها من جهة وبين بني عبس من جهة أخرى ودام القتال يومين وقد أظهر عنترة في هذه الحرب شجاعة لاتوصف . ثم أرادت عبس النزول على بني سليم فوقعت معركة ضارية انهزم فيها بنو عبس وفروا ولكن عنترة ظل واقفا ً دون النساء يدافع عنهن حتى عادت الخيل واحتدمت المعركة من جيد وكان الفوز لابني عبس والاخبار عن فروسية عنترة وشجاعته كثيرة ونكتفي منها بهذا الخبر البارز حين قيل لعنترة : أنت أشجع الناس وأشدها
فقال : لا ، قيل : فبم إذا ًشاع لك هذا في الناس ؟ قال :
((كنت أقدم إذا رأيت الاقدام عزما وأحجم إذا رأيت الاحجام حزما ً ولا أدخل موضعا ً لا أرى لي منه مخرجا ، وكنت أعتمد الضعيف الجبان فأضربه الضربة الهائلة يطير لها قلب الشجاع فأثني عليه فأقتله))..
5- وفاته :
اختلف الرواة في نهاية عنترة كما في سائر أخباره ، فتعددت الروايات ومنها أن عنترة (( خرج فهاجت رائحة من صيف وهبت نافخة فأصابت الشيخ فوجدوه ميتا بينهم )) وكان عنترة قد كبر وعجز كما يبدو من الرواية ومنها أيضا (( أنه أغر على بني نبهان من طيء فأطرد لهم طريدة وهو شيخ كبير فجعل يرتجز وهو يطردها ويقول :
آثار ظلمان ٍ بقاع ٍ مجدب
قال : وكان وزر بن جابر النبهاني في فتوة فرماه وقال خذها وأنا ابن سلمى فقطع مطاه ، فتحامل بالرمية حتى أتى أهله وهو مجروح)) ومن أخبار وفاته ((أنه غزا طيء مع قومه فانهزمت عبس فخر عن فرسه ولم يقدر من الكبر أن يعود فيركب فدخل دغلا ً وأبصره ربيئة طيء فنزل إليه وهاب أن يأخذه أسيراً فرماه وقتله )) ويزعمون أن الذي قتله يلقب بالاسد الرهيص وهو القائل :
أنا الاسد الرهيص قتلت عمرا ً @@ وعنترة الفوارس قد قتلت
قصائده يقول
ما زلت مرتقيا الى العليـــــــــاء @@ حتى بلغت الى ذرى الجوزاء
فهناك لا ألوي على من لامـنــي @@ خوف اللمات وفرقة الاحيـاء
فلاغضبن عواذلي وحواســـدي @@ ولاصبرن على قلًى وجــواء
ولاجهدن على اللقاء لكــي أرى @@ ما أرتجيه أو يحين قضائــي
ولاحمين النفس عن شهواتهـــا @@ حتى أرى ذا ذمة ٍ ووفـــــاء
من كان يجحدني فقد برح الخفا @@ ما كنت أكتمه عن الرقبـــــاء
ما سائي لوني وإسم زبيبـــــــة @@ إذ قصرت عن همتي أعدائي
فلئن بقيت لاصنعن عجائبــــــــا @@ ولابكمن بلاغة الفصحــــــاء
ويقول ايضا :
لئن أك أسوداً ، فالمسك لوني @@ وما لسواد جلدي من دواء
ولكن تعبد الفحشاء عنـــــــي @@ كبعد الارض عن جو السماء
ويقول أيضا :
إني آمرؤ مني السماحة والندى @@ والبأس أخلاق أصبت لبابهــا
وأنا الربيع لمن يحل بساحتــــي @@ أسدٌ اذا ما الحرب أبدت نابها
واذا لقيت كتيبة طاعنتهـــــــــــا @@ وسلبتها يوم اللقاء عقابهـــا
فاذهب فأنت نعامة مذعـــــورة @@ ودع الرجال قتالها وسبابهــا
ويقول في ابنه عمه عبلة :
الا يا عبل قد زاد التصابـــــــي @@ ولج اليوم قومك في عذابـــــي
وظل هواك ينمو كل يـــــــــوم @@ كما ينمو مشيبي في شبابــــي
عتبت صروف دهري فيك حتى @@ فني وأبيك عمري في العتابـي
ولاقيت العدى وحفظت قومــــا @@ أضاعوني ولم يرعوا جنابـــي
سلي يا عبلُ عنا يوم زرنــــــــا @@ قبائل عامر وبني كـــــــــــلابِ
وكم من فارس خليته ملقــــــى @@ خضيب الراحتين بلا خضــــابِ
يحرك رجله رعبا وفيــــــــــــه @@ سنان الرمح يلمع كالشهـــــابِ
قتلنا منهم مئتين حـــــــــــــرا ً @@ وألفا في الشعاب وفي الهضابِ
ويقول أيضا :
إذا كان دمعي شاهدي كيف أجحـــد @@ ونار اشتياقي في الحشا تتوقـــــدُ
وهيهات يجفي ما اكن من الهــــوى @@ وثوب سقامي كل يوم يــــــــجددُ
أقاتل أِواقي بصبري تجلــــــــــــــدا @@ وقلبي قيد الغرام مقيـــــــــــــــــد
الى الله أشكو جور قومي وظلمهــم @@ إذا لم أجد خلا في قيد الغرام مقيد
خليلي أمسى حب عبلة قاتلــــــــــي @@ وبأسي شديد والحسام مهنــــــــد
حرام علي النوم يا ابنة مالـــــــــــك @@ ومن فرشه جمر الغضا كيف يرقد؟
سأندب حتى يعلم الطير أننـــــــــــي @@ حزين ويرثي لي الحمام المغــــرد
وألثم أرضا أنت فيها مقيمــــــــــــة @@ لعل لهيبي من ثرى الارض يبـــرد
رحلت وقلبي يا ابنة العم تائــــــــــه @@ على أُر الاظعان للركب ينشــــــــد
لئن يشمت بي الاعداء يا ابنة مالك ٍ @@ فان ودادي مثلما كان يعهـــــــــــد
وهناك قصة بينه وبين أحد القبائل يقال أن حمل عنترة فطعن حصين بن ضمضم المري فألقاه عن فرسه ومضى لعنترة الفرس في صفهم وركب حصين وتواثق هو وأصحابه أن يحملوا على عنترة حملة رجل واحد فلما مر بين الصفين ، حمل عليه حصين وأصحابه فطعنه حصين في وجهه وظن أنه فقأ عينه وردعه عن القوم بتلك الطعنة وحمل دريد بن ضمضم المري فقتل معاوية بن شداد عم عنترة ، فقال حصين في ذلك :
أما بنو عبس ٍ فان زعميهـــم @@ أحلت فوراسه فأفلت أعـــورا
لما رأيت العبد وسط صفوفـنا @@ متكررا أكرهت فيه الاسـمرا
فرددت جمع السراة ســـواده @@ ورددته عن صف مرة مدبرا
لما رأى فرسان مرة والقنــــا @@ لم يستطيع لقناهم أن يصــبرا
تركت بوجه العبد طول حياته @@ أرماح مرة والاسنة منظـــرا
وتركن في كر الفوارس عمـه @@ شلوا بمعترك الكماة مجــزرا
فحمل قيس على الخيل فضرب دريد بن ضمضم فصرعه ومسح عنترة الدم عن وجهه وشد على حصين فما رآه ولى وترك أخاه دريدا ، فأدركه عنترة فطعنه فوقع السنان في مقعدته ، فألأصقه بالسرج ثم حمل على حصين وهو يقول :
اصبر حصين لمن تركت بوجهه @@ أثرا ً فاني لا إخالك تصــــــــبرُ
ما سرني أن القناة تحرفـــــــــت @@ عما أصابت من حجاج المحجر
إن الكريم ندوبه في وجهــــــــه @@ وندوب مرة لاترى في المنحـر
لكن في أكتافهم ونحورهـــــــــم @@ فبذاك فافخر بئس ذاك المفخـر
ويقول في فخره بنفسه :
ألآ من مبلغ أهل الجحـــــــود @@ مقال فتى وفي بالعهـــــــــود
شأخرج للبراز خلي بـــــــــالٍ @@ بقلبٍ قدَّ من زبر الحديـــــــــد
واطعن بالقنا حتى يرانـــــــي @@ عدوي بكالشرارة من بعيـــــد
إذا ما الحرب دارت لي رحاها @@ وطاب الموت للرجل الشديـــد
ترى بيضاً تشعشع في لظاهـا @@ قد التصقت بأعضاد الزنــــود
فأقحمها ولكن مع رجــــــــالٍ @@ كأن قلوبها حجر الصعيـــــــد
وخيلٍ عودت خوض المنايـــا @@ تشيب مفرق الطفل الوليــــــد
سأحمل بالاسود على أســـودٍ @@ وأخضب ساعدي بدم الاسود
بمملكة عليها تاج عـــــــــــز @@ وقومٍ من بني عبسٍ شــــهود
فأما القائلون : هزبر قــــــومٍ @@ فذاك الفخر لا شرف الجـــدود
وأما القائلون : قتيل طعـــــنٍ @@ فذلك مصرع البطل الجلـــــــيد
ويقول أيضا :
إذا كشف الزمان لك القناعــــــــا @@ ود إليك صرف الدهر باعـــــــا
فلا تخش المنية وألقينهـــــــــــا @@ ودافع ما استطعت لها دفاعــــا
ولا تختر فراشا من حريـــــــــر @@ ولا تبك المنازل والبقاعــــــــــا
وحولك نسوة يندبن حزنـــــــــا @@ ويهتكن البراقع واللفاعــــــــــا
يقول لك الطبيب دواك عنـــــدي @@ إذا ما جس كفك والذراعــــــــا
ولو عرف الطبيـــــب دواء داء ٍ @@ يرد الموت ما قاسى النزاعــــا
وفي يوم المصانع قد تركنـــــــا @@ لنا بفعالنا خبرا مشاعـــــــــــــا
أقمنا بالذوابل سوق حـــــــرب ٍ @@ وصيرنا النفوس لها متاعـــــــا
حصاني كان دلال المنايـــــــــــا @@ فخاض غمارها وشرى وباعـــا
وسيفي كان في الهيجا طبيبــــا @@ يداوي رأس من يشكو الصداعا
أنا العبد الذي خبرت عنـــــــــه @@ وقد عاينتي فدع السماعــــــــــا
ولو أرسلت رمحي مع جبـــان ٍ @@ لكان بهيبتي يلقى السباعـــــــــا
ملات الارض خوفا من حسامي @@ وخصمي لم يجد فيها اتساعــــا
اذا الابطال فرت خوف بأســــي @@ ترى الاقاطار باعا أو ذراعــــــا
وله أيضا من القصائد الجميله :
قف بالديار وصح الى بيداهـــــــــــا @@ فعسى الديار تجيب من ناداهــــا
دار يفوح المسك من عرصاتـهــــــا @@ والعود والند الذكي جناهـــــــــا
دار لعبلة شط عنك مزارهـــــــــــــا @@ ونأت لعمري ما أراك تراهــــــــا
ما بال عينيك لاتمل من البكـــــــــــا @@ رمد بعينيك أم جفاك كراهـــــــــا
يا صاحبي قف بالمطايا ساعـــــــــة @@ في دار عبلة سائلا مغناهـــــــــا
أم كيف تسأل دمنة ً عاديـــــــــــــة @@ سفت الجنوب دمانها وثراهــــــا
يا عبل قد هام الفؤاد بدوركـــــــــم @@ وأرى ديوني ما يحل قضاهـــــــا
يا عبل إن تبكي علي بحرقـــــــــــة @@ فلطالما بكت الرجال نساهـــــــــا
يا عبلُ إني في الكريهة ضيغــــــــمٌ @@ شرس إذا ما الطعن شق جباهــا
ودنت كباش ٍ من كباش تصطلـــــي @@ نار الكريهة أو تخوض لظاهــــا
ودنا الشجاع من الشجاع وأشرعت @@ سمر الرماح على اختلاف قناهـا
فهناك أطعن في الوغى فرسانهـــــا @@ طعنا يشق قلوبها وكلاهــــــــــا
وسلي الفوارس يخبرونك بهمتــــي @@ ومواقفي في الحرب حين أطاها
وأزيدها من نار حربي شعلــــــــــة @@ وأثيرها حتى تدور رحاهـــــــــا
وأكر فيهم في لهيب شعاعهـــــــــا @@ وأكون أول واقد ٍ يصلاهـــــــــا
وأكون أول ضارب ٍ بمهـــــــــــــند @@ يفري الجماجم لايريد سواهـــــا
وأكون أول فارس ٍ يغشى الوغـــــا @@ فأقود أول فارس يغشاهــــــــــا
والخيل تعلم والوفارس أنــــــــــني @@ شيخ الحروب وكهلها وفتاهــــا
يا عبل كم من فارس ٍ خليتـــــــــــه @@ في وسط رابية يعد حصاهــــــا
يا عبل كم من حلرة خليتهـــــــــــــا @@ تبكي وتنعى بعلها وأخاهــــــــا
يا عبل كم من مهرةٍ غادرتـــــــــهـا @@ من بعد صاحبها تجر خطاهــــا
يا عبل لو أني لقيت كتيبـــــــــــــــةً @@ سبعين ألفا ما رهبت لقاهــــــــا
وأنا المنيةُ وابن كل منيـــــــــــــــةٍ @@ وسواد جلدي ثوبها ورداهـــــا
وهناك قصائد أخرى وعدية وإنشاءالله سأوافيكم بها حال الانتهاء من الكتابة وسوف أورد قصائده كاملة باذن الله
تحياتي للجميع