منتديات اميه ونسة التعليمية

مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات اميه ونسة التعليمية

مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه

منتديات اميه ونسة التعليمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

رياضيات . فيزياء .لغات .كل مايفيد الاستاذ و التلميذ وطالب العلم


    الحرية والمسؤولية/مقالة فلسفية

    علي
    علي
    المشرف
    المشرف


    ذكر عدد الرسائل : 2785
    تاريخ التسجيل : 10/07/2008

    الحرية والمسؤولية/مقالة فلسفية Empty الحرية والمسؤولية/مقالة فلسفية

    مُساهمة من طرف علي 2011-05-05, 20:52

    الحرية والمسؤولية
    طرح المشكلة
    القضية المطروحة للبحث تتعلقبالحرية والمسؤولية، وهي قضية مركبة لا يمكن تجزئتها، بمعنى انه لا يمكننا طرح قضيةالحرية بمفردها بمعزل عن المسؤولية، وكذلك العكس صحيح، فالمسؤولية مشروطة بالحريةولا معنى لها في غيابها،أي انها تثبت بثبوت شرطها وترفع برفعه، وكذلك الحرية تستوجبقيام المسؤولية.انهما اذن متلازمان في الوجود ولايمكن الفصل بينهما. أن المشكلة فيالحقيقة مزدوجة تدعونا تارة الى الانطلاق من الحرية كشرط لتأسيس المسؤولية وتارةاخرى الى اعتبار هذه المسؤولية شرطا يبرر ويستوجب وجود الحرية.
    صياغةالمشكلة ايهما يعتبر المبدأ الحرية أم المسؤولية؟ او بصيغة اخرى ايهما يعتبرشرطا للآخر أم مشروطا به؟
    الجزء الاول(( الحرية مبدأ وشرط للمسؤولية))طرحيقول بان الحرية هي المبدأ وهس الشرط، وان الحديث عن المسؤولية لا يستقيم الا بوجودالحرية، ويترتب عن هذا الطرح انه يجب البحث اولا في الحرية والنتائج التي يخلصاليها البحث هي التي تحدد ثبوت المسؤولية او عدم ثبوتها، يمثل هذا الطرح مناصروالحرية ونفاتها واصحاب الكسب والتوسط وكذلك دعاة التحرر.
    1.
    أنصارالحرية
    اليوناني افلاطون: حرية الاختيار مبدأ مطلق لا يفارق الانسان وهو مبدأ أزلي يتخطىحدود الزمان والمكان، وقد عبر افلاطون عن هذا المبدأ في صورة اسطورة ملخصها انالاموات يطالبون بان يختاروا بمحض حريتهم مصيرا جديدا لتقمصهم القادم وبعد اختيارهميشربون من نهر النسيان ثم يعودون الى الارض وق نسوا بانهم هم الذين اختاروا مصيرهمويأخذون في اتهام القضاء والقدر في حين ان الله بريء.
    المعتزلة في الفكرالاسلامي: ما يدل عندهم على ان الانسان يمارس افعاله بارادته الحرة هو شعوره بهاانها تصدر منه ويتضح ذلك في قولهم(( الانسان يحس من نفسه وقوع الفعل على حسبالدواعي والصوارف، فأذا اراد الحركة تحرك واذا اراد السكون سكن.)).كما ان وجودالتكليف الشرعي والجزاء الذي يتبعه دليل آخر على حرية ارادة العبد ودليل على عدلالله.
    الفرنسي ديكارت: الحرية مثبتة بشهادة الشعور وحده من غير حاجة الى ادلةوذلك من خلال قوله(( ان حرية ارادتنا يمكن ان نتعرف اليها بدون ادلة وذلك بالتجربةوحدها التي لدينا عنها. لكن ديكارت يميز بين حرية الاختيار الحقيقي وحريةاللامبالات، فالاولى تتم بالاختيار بين عدة بدائل استنادا الى مبررات ذاتية، اماالثانية ففيها يستوي الضدان((الاثبات والنفي)) بلا رجحان.
    الفرنسي برغسون: يصفالحرية بقوله((انها معطى مباشر للشعور.))، كما ان شعورنا بالحرية متغير با ستمراربحيث لا يمكن ان تتكرر حالتان متشابهتان اطلاقا، وهذا يعني ان الحياة النفسية لاتخضع الى قانون الحتمية، كما ان الفعل الحر يصدر عن النفس بأجمعها، وليس عن قوةتضغط عليه او عن دافع يتغلب على غيره، وذلك من خلال قوله(( ان الفعل الحر ليس فعلاناتجا عن التروي والتبصر، انه ذلك الفعل الذي يتفجر من اعماق النفس.)).
    الفرنسي جون بول سارتر: لا فرق بين وجود الانسان وحريته، فهو محكوم عليه بالاختياروالمسؤولية وفي ذلك يقول(( ان الانسان لايوجد اولا ليكون بعد ذلك حرا، وانما ليسثمة فرق بينوجود الانسان ووجوده حرا.)) وقال ايضا(( انه كائن اولا ثم يصير بعد ذلكهذا او ذاك.)).
    استنتاج: ينتج عن هذه المواقف الكلاسيكية جميعها ان الانسان حرحرية مطلقة ومن ثمة فهو مسؤول ويتحمل عواقب اختياراته.
    مناقشة مواقف مناصريالحرية
    ان القول بوجود حرية مطلقة في غياب كل اكراه داخلي او خارجي هو موقفميتافيزيقي مجرد لا وجود له في حياتنا الواقعية، فأرادتنا لا يمكنها ان تقول للشيءكن فيكون، انها لا تستطيع ان تنفلت خارج الحتميات وتتحدى قوانين الطبيعةوالنفس.
    كما ان الشعور بالحرية قد يكون مصدر خداع ووهم كما يصفه الفيلسوفسبينوزا فهو شعور اشبه ما يكون بحجر رمي به من الفضاء وفي ذلك يقول((لو كان يتوفرعلى شيء من الشعور لظن في اثناء رميه وسقوطه نحو الارض انه يقرر مسار قذفته ويختارالمكان والوقت الذي يسقط به.)).
    كما نأخذ على الفيلسوف برغسون قوله بحريةالفرد المنعزل عن الآخرين.
    كما نسجل على الفرنسي سارتر حذفه لكل تمييز بينافعالنا الحرة منها وغير الحرة ما دامت الحرية تطابق وجود الانسان،كما انه ينفيالحرية من حيث اراد ان يثبتها لأنه يعتبر ان الانسان محكوم عليهبالاختيار.
    2.
    نفاة الحرية
    الحتمية الفيزيائية: الانسان مثله مثل جميعالمخلوقات لا يعدو ان يكون جسما يخضع لقانون الجاذبية ويتأثر بالعوامل الطبيعية منحرارة وبرودة..الخ
    الحتمية الفيزيولوجية: وتتمثل في تأثير المعطيات الوراثيةوتأثير الغدد الصماء والجملة العصبية وهي التي تحدد الجنس والخصائص الجسمية.
    الحتمية النفسية: وتتمثل في تأثير الجانب اللاشعوري وتوجيهه للسلوك وهذا ما بينتهنتائج التحليل النفسي عن النمساوي سيغموند فرويد.
    الحتمية الاجتماعية: يؤكدعلماء الاجتماع ان التصورات والافكار والافعال الصادرة عن الفرد راجعة الى تأثيرالمكتسبات الاجتماعية من عادات وقيم واخلاق التي تشكل في مجموعها الظميرالجمعي.
    الحتمية الميتافيزيقية: وتتمثل في جبرية القضاء والقدر، قال بهاالجهمية حيث ذهبوا الى ان افعال الانسان ليست اختيارية انما يخلقها الله فينا علىحسب ما يخلق في سائر الجمادات، والافعال تنسب الينا مجازا كما تنسب الى الجمادات،فكما يقال اثمرت الشجرة وجرى الماء وتحرك الحجر وطلعت الشمس او غربت كذلك يقال سافرفلان او نجح فلان....الخ.
    3.
    أنصار التوسط بين الجبر والاختيار
    موقفالاشاعرة: يرى الاشعري ان الافعال الصادرة عن الانسان مشاركة بين الانسان وخالقه،فالانسان يريد الفعل والله يخلقه.
    4.
    أنصار التحرر
    الرواقيون: الانسان يعيشعالمين عالم داخلي قوامه الحرية أي انه حر امام ذاته وعالم خراجي قوامه الضرورة، أيليس حرا امام العالم الخارجي لأنه لا يستطيع ان يؤثر في الاشياء الخارجية. واذا كانالرواقيون قد حاولوا التوفيق بين الضرورة والحرية فأن الضرورة تبقى هي الاصل في كلالاشياء، اما الحرية فأنها تكتسب من خلال موافقة الانسان لقوانين الكون ومحاولةفهمها لا معارضتها.
    الالماني كارل مار ** وصديقه فريدريك انجلز: يتمثل التحررمن خلال معرفة الانسان لمختلف القوانين الحتمية واستغلال نتائجها من الناحيةالتطبيقية، وفي هذا السياق قال ماركس((الحرية وعي بالضرورة))وقال انجلز((فالانسانلم يكن يتميز عن الحيوان لان سيطرته على نفسه وعلى الطبيعة لم تكن بعد قد تحققتوبالتالي فان حظه من الحرية لم يكن يزيد عن حظ الحيوان منها، لكن المؤكد ان كل خطوةخطاها في سبيل الحضارة لم تكن سوى مرحلة من مراحل تحرره.)).
    الشخصانية:باعتبارها فلسفة عمل وتحرر بقول رائدها ايمانويل موني((ان الحرية لاتكتسب بمضادة الطبيعة انما تكتسب بالانتصار عليها وبها.)).
    استنتاج:ينتج عن هذهالمواقف ان الانسان فاقد للحرية ومن ثمة فهو غير مسؤول عن افعاله أي لا يتحمل نتائجما يصدر عنه من تصرفات.
    مناقشة آراء نفاة الحرية وأصحاب التوسط ودعاةالتحرر
    ان الاقرار بالحتمية لايعني تكبيل ارادة الانسان ورفع المسؤولية عنه،فهناك فرق بين عالم الاشياء وعالم الانسان، فالاول يستجيب آليا لنظام الطبيعةوالثاني يستجيب له وهو كله وعي واكثر من ذلك يستطيع ان يسخر لنفسه قوانين الطبيعةحسب ارادته بعد معرفتها والتحكم فيها، فالحتمية لاتتنافى مع الحرية ان هي اخذت فيهذا السياق على انها تحرر.
    كما ان القول مع الجهمية ان ادعاء الحرية يتعارضشرعا مع مسألة الايمان بالقضاء والقدر، قول يناقض التكليف الشرعي وما يتبعه منجزاء، كما انه قول يدعو الى التواكل والاستسلام والافلات من الواجبوالمسؤولية.
    استنتاج: من خلال ما سبق بيانه حول استعراض الحتميات ومناقشتها لناان نتساءل كيف تقوم المسؤولية والشرط الذي يؤسسها لم يتأكد، اذ ليس من المعقولالحديث عن شيء يتوقف ثبوته او نفيه على امر مجهول، ومع ذلك تبقى المسؤولية-كماسنرى-في منطوق الطرح الثاني قائمة يتحملها الانسان بوصفه انسانا.
    الجزءالثاني((المسؤولية مبدأ وشرط للحرية))
    طرح يرى ان المسؤولية قضية سابقة لطرحقضية الحرية، بمعنى ان الانسان يجب ان يكون مسؤولا اولا ليكون بعد ذلك حران يمثلهذا الطرح رجال الدين وفلاسفة الاخلاق، ودليلهم في ذلك ان التكليف سواء كان شرعيااو اخلاقيا يسبق الحرية ويبررها بغض النظر عن العوامل التي تحيط بالمكلف.
    المعتزلة في الفكر الاسلامي: التكليف الشرعي الصادر من الله والذي يخاطب عقلالانسان بأفعل ولا تفعل انما هو تحميل الانسان للمسؤولية امام اوامر الله ونواهيهباعتباره حرا والا كان التكليف سفها وباطلا، اذ لا يصح عقلا ان تقول لمن ليس حراافعل ولا تفعل.والله سبحانه وتعالى يقول((لايكلف الله نفسا الا وسعها.))
    الالماني ايمانويل كانط: الواجب الاخلاقي يتضمن الحرية وذلك في قوله((اذا كان يجبعليك فأنت تستطيع)) والواجب الخلقي ألزام داخلي مصدره الظمير الخلقي الذي يعاقب علىالفعل السيء بالأسف والندم والحسرة، كما انه يثيب على الفعل الحسن بالرضىوالقبول.
    مالرانش: حيث يرى ان المسؤولية مرتبطة اشد الارتباط بالقانونالاخلاقي نفسه وهو على حد تعبيره الذي لا يجوز انتهاكه ونقضه لا من طرف العقول ولامن طرف الاله نفسه، وفي هذا المعنى يقول((ان الذي يريد من الله ان لا يعاقب الجوراوادمان الخمر لا يحب الله.))
    استنتاج: ما يؤكد وجود الحرية المسؤولية وما يؤكدوجود المسؤولية هو العقوبة المرتبطة بالقانون الاخلاقي.
    مناقشة منطوق الطرحالثاني
    ان المسؤولية البشرية لايمكن ان تكون كاملة، لان حرية الانسان نسبيةفقد يرتكب اخطاءا في حق الغير من غير قصد منه.
    كما ان دعاة المسؤولية جعلوا منالقصاص مرتبط بغايات اخلاقية فقط، فمعاقبة المجرم يحقق في نظرهم شعوره بالذنبوالندم عليه وفي ذلك تطهير وتأديب له وجعله عبرة لغيره، لكنها تجاهلت الاساسالاجتماعي الذي يجب ان تبنى عليه العقوبة والمتمثل في حماية المجتمع ووقايته منالخطر، والنظر في اسباب الجريمة وما يجب اتخاذه من اجراءات الدفاع الاجتماعي أمابمعاقبة المجرم او اصلاحه او معالجته حيث اخذ الدور التربوي يحتل الصدارة فيالعقوبات.
    استنتاج: ليس من السهل تقرير مدى مسؤولية الانسان امام نتائج افعاله،لان ذلك مرتبط باقامة الدليل على مدى حرية الانسان ومدى قدرته على التمييز بينالخير والشر وما عقده من نية قبل اقدامه على الفعل.
    الجزءالثالث((التغليب))
    يعرف الانسان بخاصية المسؤولية اكثر منه بخاصية الحرية،فالمسؤولية تنصب على الانسان اولا بدون التساؤل عن شروطها، فعندما يكلفك استاذكالقيام بواجب مدرسي لا يسألك هل انت حر أم لا، انه يفترض وجودها مسبقا، كماتظهرالمسؤولية عند اعتذارنا عن اخطاء ارتكبناها في حق الغير من دون ان نقصد الى فعلذلك.
    كما ان ما يهم القاضي بالدرجة الاولى هو معرفة من قام بالفعل وما الذيترتب عن الفعل من نتائج اكثر من اهتمامه بدوافع الفعل، رغم اخذ القاضي بها بعينالاعتبار كظروف مخففة.
    وما يؤكد مسؤولية الانسان ان الله جعله خليفته في الارضومنحه عقلا يميز به بين الخير والشر وارادة يوجهها كيفما يريد وذلك جلي في قولهتعالى في سورة الاحزاب72((أنا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فأبين انيحملنها وأشفقنا منها وحملها الانسان، انه كان ظلوما جهولا.)).
    الخاتمة((حلالمشكلة)): ان موضوع المسؤولية والحرية يرتبط اشد الارتباط بجوهر الانسان، فكمااننا نقول في مجال الفلسفة ان الانسان حيوان عاقل مهما كانت حدوده الزمكانية، ومهماكانت ظروفه وسنه وجنسه، نقول ايضا انه كائن مسؤول بقطع النظر عن وضعه واحواله وسنهوجنسه.

    اختكم في الله.................



    _________________
    الحرية والمسؤولية/مقالة فلسفية 22

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-11-21, 20:48