window.google_render_ad();
مقدمـة: شكلت الثورة الفرنسية نقطة تحول أساسية في التاريخ الفرنسي والأوربي وفي إقرار
الديمقراطية وحقوق الإنسان.
- فما هي أسباب الثورة الفرنسية ومراحلها؟
- وما هي نتائجها؟
І – تعددت أسباب ومراحل الثورة الفرنسية:
1 ـ الإطار الفكري والأسباب السياسية:
عرف القرن 18م بفرنسا قيام حركة فكرية تميزت بنبذ اللامساواة، ونشرت أفكار جديدة تنتقد النظام القديم
وامتيازات النبلاء وتعصب رجال الدين، ولذا سميت هذه الفترة بعصر الأنوار.
من أهم زعماء هذا التيار الفكري، مونتسكيو الذي طالب بفصل السلطة، فولتير الذي انتقد التفاوت الطبقي
في حين ركز روسو على الحرية والمساواة.
تميز نظام الحكم في فرنسا قبل الثورة باستحواذ الملك والنبلاء والإكليروس (رجال الدين) على الحكم في
إطار ملكية مطلقة تستند إلى التفويض الإلهي مع عدم وجود دستور يحدد اختصاصات السلطة.
2 – الأسباب الاقتصادية والاجتماعية:
اقتصاديا، اعتمدت فرنسا على النشاط الفلاحي، حيث استحوذ رجال الدين والنبلاء على أخصب الأراضي
وفرضوا على الفلاحين الصغار كل أشكال السخرة والضرائب رغم توالي مواسم فلاحية رديئة منذ سنة 1786
كما عانت الصناعة الناشئة من منافسة البضائع الإنجليزية.
اجتماعيا، تشكل المجتمع الفرنسي من ثلاث هيئات متفاوتة، أهمها رجال الدين والنبلاء المتميزة بالحقوق
الفيودالية، أما الهيئة الثالثة التي تمثل 96 % من السكان فتشكلت من الفلاحين الصغار والفئات الشعبية
والبورجوازية التي كانت غنية وطموحة لكنها محرومة من المشاركة السياسية.
3 ـ مراحل الثورة الفرنسية:
دامت الثورة الفرنسية عشر سنوات، ومرت عبر ثلاث مراحل أساسية:
* المرحلة الأولى (يوليوز1789 - غشت 1792)، فترة الملكية الدستورية: تميزت هذه المرحلة
بقيام ممثلي الهيئة الثالثة بتأسيس الجمعية الوطنية، واحتلال سجن لاباستي، وإلغاء الامتيازات
الفيودالية، وإصدار بيان حقوق الإنسان ووضع أول دستور للبلاد.
* المرحلة الثانية (غشت 1792 – يوليوز 1794)، فترة بداية النظام الجمهوري وتصاعد التيار الثوري
حيث تم إعدام الملك وإقامة نظام جمهوري متشدد.
* المرحلة الثالثة، (يوليوز 1794 – نونبر 1799)، فترت تراجع التيار الثوري وعودة البورجوازية
المعتدلة التي سيطرت على الحكم ووضعت دستورا جديدا، وتحالفت مع الجيش، كما شجعت الضابط
نابليون بونابارت للقيام بانقلاب عسكري وضع حدا للثورة وأقام نظاما ديكتاتوريا توسعيا.
ІІ– تعددت نتائج الثورة الفرنسية:
1 ـ النتائج الساسية:
عوض النظام الجمهوري الملكية المطلقة، وأقر فصل السلط وفصل الدين عن الدولة والمساواة
وحرية التعبير.
2 ـ النتائج الاقتصادية:
تم القضاء على النظام القديم،وفتح المجال لتطور النظام الرأسمالي وتحرير الاقتصاد من رقابة الدولة
وحذف الحواجز الجمركية الداخلية، واعتماد المكاييل الجديدة والمقاييس الموحدة.
2 ـ النتائج الاجتماعية:
تم إلغاء الحقوق الفيودالية وامتيازات النبلاء ورجال الدين ومصادرة أملاك الكنيسة، كما أقرت الثورة
مبدأ مجانية وإجبارية التعليم والعدالة الاجتماعية وتوحيد وتعميم اللغة الفرنسية.
خاتمـة:
مكنت الثورة الفرنسية تحولا كبيرا في تاريخ فرنسا الحديث، وأثرت في باقي المجتمعات الأوربية